Sabtu, 10 Desember 2011

Aqidah ahlu sunnah wal jama'ah

Agus Subandi,Drs.MBA

عقيدة
أهل السنة والجماعة
بقلم الفقير إلى الله
محمد الصالح العثيمين

بسم الله الرحمن الرحيم
تقديم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه.
أما بعد: فقد اطلعت على العقيدة القيمة الموجزة التي جمعها أخونا العلامة فضيلة الشيخ: محمد بن صالح العثيمين، وسمعتها كلها فألفيتها مشتملة على بيان عقيدة أهل السنة والجماعة في باب توحيد الله وأسمائه وصفاته، وفي أبواب الإيمان بالملائكة والكتب والرسل واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره، وقد أجاد في جمعها وأفاد وذكر فيها ما يحتاجه طالب العلم وكل مسلم في إيمانه بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره، وقد ضم إلى ذلك فوائد جمة تتعلق بالعقيدة قد لا توجد في كثير من الكتب المؤلفة في العقائد فجزاه الله خيرا، وزاده من العلم والهدى ونفع بكتابه هذا وبسائر مؤلفاته، وجعلنا وإياه وسائر إخواننا من الهداة المهتدين الداعين إلى الله على بصيرة إنه سميع قريب.
قاله ممليه الفقير إلى الله تعالى: عبد العزيز بن عبد الله بن باز سامحه الله. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
الرئيس العام
لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد


المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا الله إلا الله وحده لا شريك له، الملك الحق المبين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله خاتم النبيين وإمام المتقين صلى الله عليه وعلى الله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فإن الله تعالى أرسل رسوله محمدا  بالهدى ودين الحق رحمة للعالمين وقدوة للعاملين وحجة على العباد أجمعين.
بين به وبما أنزل عليه من الكتاب والحكمة كل ما فيه صلاح العباد واستقامة أحوالهم في دينهم ودنياهم من العقائد الصحيحة والأعمال القويمة والأخلاق الفاضلة والآداب العالية، فترك  أمته على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.
فسار على ذلك أمته الذين استجابوا لله ورسوله وهم خيرة الخلق من الصحابة والتابعين، والذين اتبعوهم بإحسان، فقاموا بشريعته وتمسكوا بسنته وعضوا عليها بالنواجذ عقيدة وعبادة وخلقا وأدبا، فصاروا هم الطائفة الذين لا يزالون على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله تعالى وهم على ذلك.
ونحن -ولله الحمد- على أثارهم سائرون وبسيرتهم المؤيدة بالكتاب والسنة مهتدون نقول ذلك تحدثا بنعمة الله تعالى وبيانا لما يجب أن يكون عليه كل مؤمن.
ونسأل الله تعالى أن يثبتنا وإخواننا المسلمين بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، وأن يهب لنا منه رحمة إنه هو الوهاب.
ولأهمية هذا الموضوع وتفرق أهواء الخلق فيه أحببت أن أكتب على سبيل الاختصار عقيدتنا، عقيدة أهل السنة والجماعة وهي: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، سائلا الله تعالى أن يجعل ذلك خالصا لوجهه موافقا لمرضاته نافعا لعباده.

عقيدتنا
عقيدتنا: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.
فنؤمن بربوبية الله تعالى؛ أي بأنه الرب الخالق المالك المدبر لجميع الأمور.
ونؤمن بألوهية الله تعالى؛ أي بأنه الإله الحق وكل معبود سواه باطل.
ونؤمن بأسمائه وصفاته؛ أي بأنه له الأسماء الحسنى والصفات الكاملة العليا.
ونؤمن بوحدانيته في ذلك؛ أي بأنه لا شريك له في ربوبيته ولا في ألوهيته ولا في أسمائه وصفاته، قال الله تعالى: {               } ( ) ( سورة مريم الآية 65 ).
ونؤمن بأنه: {                                                            } ( ) ( سورة البقرة الآية 255 ).
ونؤمن بأنه: {                         •                                  } ( ) ( سورة الحشر الآيات 22-24 ).
ونؤمـن بـأن لـه ملك السمـاوات والأرض {                            } ( ) ( سورة الشورى من الآية 49 والآية 50 ).
ونؤمن بأنه: {                         } ( ) ( سورة الشورى من الآية 11 والآية 12 ).
ونؤمن بأنه: {                    } ( ) ( سورة هود الآية 6 ).
ونـؤمن بـأنه: {                                    } ( ) ( سورة هود الآية 59 ). ونؤمن بأن الله: {              •           •     } ( ) ( سورة لقمان من الآية 34 ).
ونـؤمن بأن الله يتكلم بما شـاء متى شـاء كيـف شاء: {      } ( ) ( سورة النساء من الآية 164 ). {      } ( ) ( سورة الأعراف من الآية 143 ) {         } ( ) ( سورة مريم الآية 52 ).
ونؤمن بأنه: {             } ( ) ( سورة الكهف من الآية 109 ) {              •     •     } ( ) ( سورة لقمان الآية 27 ).
ونؤمن بأن كلماته أتم الكلمات صدقا في الأخبار وعدلا في الأحكام وحسنا في الحديث، قال الله تعالى: {       } ( ) ( سورة الأنعام من الآية 115 ) وقال: {       } ( ) ( سورة النساء الآية 87 ).
ونؤمن بأن القرآن الكريم كلام الله تعالى تكلم به حقا وألقاه إلى جبريل فنزل به جبريل على قلب النبي  .
{  •  •    } ( ) ( سورة النحل من الآية 102 ) {                     } ( ) ( سورة الشعراء الآيات 192- 195 ).
ونؤمن بأن الله  علي على خلقه بذاته وصفاته لقوله تعالى: {     } ( ) ( سورة البقرة من الآية 255 ) وقوله: {          } ( ) ( سـورة الأنعام الآيـة : 18 ).
ونـؤمـن بأنه {               } ( ) ( سورة يونس من الآية 3 ) واستواؤه على العرش علوه عليه بذاته علوا خاصا يليق بجلاله وعظمته لا يعلم كيفيته إلا هو.
ونؤمن بأنه تعالى مع خلقه وهو على عرشه يعلم أحوالهم ويسمع أقوالهم ويرى أفعالهم، ويدبر أمورهم يرزق الفقير ويجبر الكسير، يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء، ويعز من يشاء ويذل من يشاء، بيده الخير وهو على كل شيء قدير، ومن كان هذا شأنه كان مع خلقه حقيقة وإن كان فوقهم على عرشه حقيقة {         } ( ) ( سورة الشورى من الآية 11 ).
ولا نقول كما تقول الحلولية من الجهمية وغيرهم إنه مع خلقه في الأرض.
ونرى أن من قال ذلك فهو كافر أو ضال؛ لأنه وصف الله بما لا يليق من النقائص.
ونؤمن بما أخبر به عنه رسوله  أنه ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير فيقول: {من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له} ( ) .
ونؤمن بأنه سبحانه وتعالى يأتي يوم المعاد للفصل بين العباد لقوله تعالى: {                •        } ( ) ( سورة الفجر الآيات 21- 23 ) ونؤمن بأنه تعالى { •   } ( ) ( سورة البروج الآية 16 ).
ونؤمن بأن إرادته تعالى نوعان:
كونية: يقع بها مراده ولا يلزم أن يكون محبوبا له وهي التي بمعنى المشيئة كقوله تعالى: {           } ( ) ( سورة البقرة من الآية 253 ) {          } ( ) ( سورة هود من الآية 34 ).
وشرعية: لا يلزم بها وقـوع المراد ولا يكون المراد فيها إلا محبوبا له. كقوله تعالى: {      } ( ) ( سورة النساء من الآية 27 ).
ونؤمن بأن مراده الكوني والشرعي تابع لحكمته فكل ما قضاه كونا أو تعبد به خلقه شرعا فإنه لحكمة وعلى وفق الحكمة سواء علمنا منها ما نعلم أو تقاصرت عقولنا عن ذلك {     } ( ) ( سورة التين الآية 8 ) {        } ( ) ( سورة المائدة من الآية 50 ).
ونؤمن بأن الله تعالى يحب أولياءه وهم يحبونه {      •  } ( ) ( سورة آل عمران من الآية 31 ) {      } ( ) ( سورة المائدة من الآية 54 ) {    } ( ) ( سورة آل عمران من الآية 146 ) {   •    } ( ) ( سورة الحجرات من الآية 9 ) {   •    } ( ) ( سورة البقرة من الآية 195 ).
ونـؤمن بأن الله تعـالى يرضى مـا شرعه مـن الأعمال والأقـوال ويكـره ما نهى عنه منها {                 } ( ) ( سورة الزمر من الآية 7 ) {          } ( ) ( سورة التوبة من الآية 46 ).
ونؤمن بأن الله تعالى يرضى عن الذين آمنوا وعملوا الصالحات {           } ( ) ( سورة البينة من الآية 8 ).
ونـؤمن بأن الله تعـالى يغضب عـلى مـن يستحق الغضب من الكافرين وغيرهم {             } ( ) ( سـورة الفتح من الآية 6 ) {  •            } ( ) ( سورة النحل من الآية 106 ).
ونؤمن بأن لله تعالى وجها موصوفا بالجلال والإكرام {        } ( ) ( سورة الرحمن الآية 27 ).
ونؤمـن بأن لله تعالى يـدين كريمتين عظيمتين {        } ( ) ( سـورة المائـدة مـن الآيـة : 64 ) {    •                 } ( ) ( سورة الزمر الآية 67 ).
ونؤمن بأن لله تعالى عينين اثنتين حقيقيتين لقوله تعالى: {     } ( ) ( سورة هود من الآية 37 ) وقال النبي  {حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه} ( ) .
وأجمع أهل السنة على أن العينين اثنتان ويؤيده قول النبي  في الدجال: {إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور} ( ) .
ونـؤمن بـأن اللـه تعالى {            } ( ) ( سورة الأنعام الآية 103 ).
ونـؤمن بأن المـؤمنين يرون ربهم يوم القيامة {         } ( ) ( سورة القيامة الآيتان 22، 23 ).
ونؤمن بان الله تعالى لا مثل له لكمال صفاته {         } ( ) ( سورة الشورى من الآية ( 11 ).
ونؤمن بأنه {      } ( ) ( سورة البقرة من الآية 255 ) لكمال حياته وقوميته.
ونؤمن بأنه لا يظلم أحدا لكمال عدله.
وبأنه ليس بغافل عن أعمال عباده لكمال رقابته وإحاطته.
ونؤمن بأنه لا يعجزه شيء في السماوات ولا في الأرض لكمال علمه وقدرته {           } ( ) ( سورة يس الآية 82 ).
وبأنه لا يلحقه تعب ولا إعياء لكمال قوته {              } ( ) ( سورة ق الآية 38 ) أي من تغيب ولا إعياء.
ونؤمن بثبوت كل ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله  من الأسماء والصفات لكننا نتبرأ من محذورين عظيمين هما: التمثيل أن يقول بقلبه أو لسانه: صفات الله تعالى كصفات المخلوقين. والتكييف أن يقول بقلبه أو لسانه: كيفية صفات الله تعالى كذا وكذا.
ونؤمن بانتفاء كل ما نفاه الله عن نفسه أو نفله عنه رسوله  وأن ذلك والنفي يتضمن إثباتا لكمال ضده. ونسكت عما سكت عنه الله ورسوله.
ونرى أن السير على هذا الطريق فرض لابد منه؛ وذلك لأن ما أثبته الله لنفسه أو نفاه عنها سبحانه فهو خبر أخبر الله به عن نفسه وهو سبحانه أعلم بنفسه وأصدق قيلا وأحسن حديثا والعباد لا يحيطون به علما.
وما أثبته له رسوله أو نفاه عنه فهو خبر أخبر به عنه وهو أعلم الناس بربه وأنصح الخلق وأصدقهم وأفصحهم.
ففي كلام الله تعالى ورسوله  كمال العلم والصدق والبيان فلا عذر في رده أو التردد في قبوله.

فصل
في الاعتماد في الإثبات والنفي على الكتاب والسنة وفهم سلف الأمة
وكل ما ذكرناه من صفات الله تعالى تفصيلا أو إجمالا إثباتا أو نفيا فإننا في ذلك على كتاب ربنا وسنة نبينا معتمدون وعلى ما سار عليه سلف الأمة وأئمة الهدى من بعدهم سائرون.
ونرى وجوب إجراء نصوص الكتاب والسنة في ذلك على ظاهرها وحملها على حقيقتها اللائقة بالله عز وجل.
ونتبرأ من طريق المحرفين لها الذين صرفوها إلى غير ما أراد الله بها ورسوله.
ومن طريق المعطلين لها الذين عطلوها عن مدلولها الذي أراده الله ورسوله.
ومن طرق الغالبين فيها الذين حملوها على التمثيل أو تكلفوا لمدلولها التكييف.
ونعلم علم اليقين أن ما جاء في كتاب الله تعالى أو سنة نبيه  فهو حق لا يناقض بعضه بعضا لقوله تعالى: {                } ( ) ( سوره النساء 82 ) ولأن التناقض في الأخبار يستلزم تكذيب بعضها، وهذا محال في خبر الله تعالى ورسوله  .
ومن ادعى أن في كتاب الله تعالى أو سنة رسوله  أو بينهما تناقضا فذلك لسوء قصده وزيغ قلبه فليتب إلى الله تعالى ولينزع عن غيه.
ومن توهم التناقض في كتاب الله تعالى أو في سنة رسول الله  أو بينهما فذلك إما لقلة علمه أو قصور فهمه أو تقصيره في التدبر فليبحث عن العلم وليجتهد في التدبر حتى يتبين له الحق فإن لم يتبين له فليكل الأمر إلى عالمه وليكف عن توهمه، وليقل كما يقول الراسخون في العلم { •       } ( ) ( سورة آل عمران من الآية 7 ) وليعلم أن الكتاب والسنة لا تناقض فيهما ولا بينهما ولا اختلاف.
فصل
في الإيمان بالملائكة
ونؤمن بملائكة الله تعالى وأنهم {           } ( ) ( سورة الأنبياء من الآية 26 والآية 27 ).
خلقهم الله تعالى فقاموا بعبادته وانقادوا لطاعته {          •    } ( ) ( سورة الأنبياء من الآية 19 والآية 20 ).
حجبهم الله عنا فلا نراهم وربما كشفهم لبعض عباده، فقد رأى النبي  جبريل على صورته له ستمائة جناح قد سد الأفق. وتمثل جبريل لمريم بشرا سويا فخاطبته وخاطبها. وأتى إلى النبي  وعنده الصحابة بصورة رجل لا يعرف ولا يرى عليه أثر السفر، شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر، فجلس إلى النبي  فأسند ركبتيه إلى ركبتي النبي  ووضع كفيه على فخذيه وخاطب النبي  وخاطبه النبي  وأخبر النبي  أصحابه أنه جبريل.
ونؤمن بأن للملائكة أعمالا كلفوا بها.
فمنهم جبريل الموكل بالوحي ينزل به من عند الله على من يشاء من أنبيائه ورسله.
ومنهم ميكائيل الموكل بالمطر والنبات.
ومنهم إسرافيل الموكل بالنفخ في الصور حين الصعق و النشور.
ومنهم ملك الموت الموكل بقبض الأرواح عند الموت.
ومنهم ملك الجبال الموكل بها.
ومنهم مالك خازن النار.
ومنهم ملائكة موكلون بالأجنة في الأرحام وآخرون موكلون بحفظ بني آدم، وآخرون موكلون بكتابة أعمالهم لكل شخص ملكان {       •         } ( ) ( سورة ق من الآية 17 والآية 18 ) وآخرون موكلون بسؤال الميت بعد الانتهاء من تسليمه إلى مثواه يأتيه ملكان يسألانه عن ربه ودينه ونبيه ف {      •                } ( ) ( سورة إبراهيم الآية 27 ). ومنهم الملائكة الموكلون بأهل الجنة {               } ( ) ( سورة الرعد من الآية 23 والآية 24 ). وقد أخبر النبي  أن البيت المعمور في السماء يدخله -وفي رواية يصلي فيه- كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون إليه آخر ما عليهم.
فصل
في الإيمان بكتب الله على رسله
ونؤمن بأن الله تعالى أنزل على رسله كتبا حجة على العالمين ومحجة للعاملين، يعلمونهم بها الحكمة ويزكونهم. ونؤمن بأن الله تعالى أنزل مع كل رسول كتابا لقوله تـعالى: {          ••   } ( ) ( سورة الحديد من الآية 25 ).
ونعلم من هذه الكتب:
أ ) التوراة التي أنزلها الله تعالى على موسى  وهي أعظم كتب بني إسرائيل {       •                } ( ) ( سورة المائدة من الآية 44 ).
ب ) الإنجيل الذي أنزلـه الله تعالى على عيسى  وهو مصدق للتوراة ومتمم لها {                } ( ) ( سـورة المائـدة مـن الآية 46 ) { •       } ( ) ( سورة آل عمران من الآية 50 ).
ج ) الزبور الذي آتاه الله تعالى داود  .
د ) صحف إبراهيم وموسى عليهما الصلاة والسلام.
هـ ) القرآن العظيم الذي أنزله الله على نبيه محمد خاتم النبيين {  ••      } ( ) ( سورة البقرة من الآية 185 ) فكان {       •   } ( ) ( سورة المائدة من الآية 48 ) فنسخ الله به جميع الكتب السابقة وتكفل بحفظه عن عبث العابثين وزيغ المحرفين {   •      } ( ) ( سورة الحجر الآية 9 ) لأنه سيبقى حجة على الخلق أجمعين إلى يوم القيامة.
أما الكتب السابقة فإنها مؤقتة بأمد ينتهي بنزول ما ينسخها ويبين ما حصل فيها من تحريف وتغيير؛ ولهذا لم تكن معصومة منه فقـد وقـع فيها التحريف والزيادة والنقص: {       • } ( ) ( سورة النساء من الآية 46 ).
{                           } ( ) ( سـورة البقرة الآية 79 ).
{           ••        } ( ) ( سورة الأنعام من الآية 91 ).
{ •                                         ••      } ( ) ( سورة آل عمران الآية 78 ومن الآية 79 ).
{             } ( ) ( سورة المائدة من الآية 15 ) إلى قوله: {     •      } ( ) ( سورة المائدة من الآية 17 ).
فصل
في الإيمان بالرسل
ونؤمن بأن الله تعالى بعث إلى خلقه رسلا {     ••            } ( ) ( سورة النساء من الآية 165 ).
ونؤمن بأن أولهم نوح وآخرهم محمد صلى الله عليهم وسلم أجمعين {         •    } ( ) ( سـورة النساء مـن الآية 163 ) { •           •  } ( ) ( سورة الأحزاب من الآية 40 ).
وأن أفضلهم محمد ثم إبراهيم ثم موسى ثم نوح وعيسى ابن مريم وهم المخصوصون في قوله تعالى {    •                } ( ) ( سورة الأحزاب الآية 7 ). ونعتقد أن شريعة محمد  حاوية لفضائل شرائع هؤلاء الرسل المخصوصين بالفضل لقوله تعالى: {                           } ( ) ( سورة الشورى من الآية 13 ).
ونؤمن أن جميع الرسل بشر مخلوقون ليس لهم من خصائص الربوبية شيء قال الله تعالى عن نوح وهو أولهم: {              } ( ) ( سورة هود من الآية 31 ) وأمر الله تعالى محمدا وهو آخرهم أن يقول: {                } ( ) ( سورة الأنعـام مـن الآيـة : 50 ) وأن يقـول: {            } ( ) ( سورة الأعراف من الآية 188 ) وأن يقول: {                      } ( ) ( سورة الجن من الآية 21 والآية 22 ).
ونؤمن بأنهم عبيد من عباد الله أكرمهم الله تعالى بالرسالة ووصفهم بالعبودية في أعلى مقاماتهم وفي سياق الثناء عليهم فقال في أولهم نوح: {            } ( ) ( سورة الإسراء الآية 3 ) وقال في آخرهم محمد  {   •      •  } ( ) ( سورة الفرقان الآية 1 ) وقال في رسل آخرين: {          } ( ) ( سـورة ص الآيـة : 45 ) {        •  } ( ) ( سورة ص من الآية 17 ) {         •  } ( )( سورة ص الآية 30 ) وقال في عيسى ابن مريم: {            } ( ) ( سورة الزخرف الآية 59 ).
ونؤمن بأن الله تعالى ختم الرسالات برسالة محمد  وأرسله إلى جميع الناس لقوله تعالى: {   •     •                 •      •    } ( ) ( سورة الأعراف الآية 158 ).
ونؤمن بأن شريعته  هي دين الإسلام الذي ارتضاه الله تعالى لعباده، وأن الله تعالى لا يقبل من أحد دينا سواه لقوله تعالى: { •      } ( ) ( سورة آل عمران من الآية 19 ) وقوله: {             } ( ) ( سورة المائدة من الآية 3 ) وقوله: {               } ( ) ( سورة آل عمران الآية 85 ).
ونرى أن من زعم اليوم دينا قائما مقبولا عند الله سوى دين الإسلام من دين اليهودية أو النصرانية أو غيرهما فهو كافر يستتاب فإن تاب وإلا قتل مرتدا؛ لأنه مكذب للقرآن.
ونرى أن من كفر برسالة محمد  إلى الناس جميعا فقد كفر بجميع الرسل حتى برسولـه الذي يزعم أنـه مـؤمن به متبع له لقولـه تعالى: {      } ( ) ( سورة الشعراء الآية 105 ) فجعلت مكذبين لجميع الرسل مع أنه لم يسبق نوحا رسول وقال تعالى: { •                                 } ( ) ( سورة النساء الآيتان 150، 151 ).
ونؤمن بأنه لا نبي بعد محمد رسول الله  ومن ادعى النبوة بعده أو صدق من ادعاها فهو كافر؛ لأنه مكذب لله ورسوله وإجماع المسلمين.
ونؤمن بأن للنبي  خلفاء راشدين خلفوه في أمته علما ودعوة وولاية على المؤمنين، وبأن أفضلهم وأحقهم بالخلافة أبو بكر الصديق ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان ثم علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين.
وهكذا كانوا في الخلافة قدرا كما كانوا في الفضيلة، وما كان الله تعالى -وله الحكمة البالغة- ليولي على خير القرون رجلا وفيهم من هو خير منه وأجدر بالخلافة.
ونؤمن بأن المفضول من هؤلاء قد يتميز بخصيصة يفوق فيها من هو أفضل منه لكنه لا يستحق بها الفضل المطلق على من فضله؛ لأن موجبات الفضل كثيرة متنوعة.
ونؤمن بأن هذه الأمة خير الأم وأكرمها على الله  لقوله تعالى: {   •  ••         } ( ) ( سورة آل عمران من الآية 115 ).
ونؤمن بأن خير هذه الأمة الصحابة ثم التابعون ثم تابعوهم.
وبأنه لا تزال طائفة من هذه الأمة على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله عز وجل.
ونعتقد أن ما جرى بين الصحابة رضي الله عنهم من الفتن فقد صدر عن تأويل اجتهدوا فيه فمن كان منهم مصيبا كان له أجران، ومن كان منهم مخطئا فله أجر واحد وخطؤه مغفور له.
ونرى أنه يجب أن نكف عن مساوئهم فلا نذكرهم إلا بما يستحقونه من الثناء الجميل، وأن نطهر قلوبنا من الغل والحقد على أحد منهم لقوله تعالى فيهم: {    •                      } ( ) ( سورة الحديد من الآية 10 ) وقول الله تعالى فينا {                     •    } ( ) ( سورة الحشر الآية 10 ).
فصل
في الإيمان باليوم الآخر
ونؤمن باليوم الآخر وهو يوم القيامة الذي لا يوم بعده حين يبعث الناس أحياء للبقاء إما في دار النعيم، وإما في دار العذاب الأليم.
فنؤمن بالبعث وهو إحياء الله تعالى الموتى حين ينفخ إسرافيل في الصور النفخة الثانية {                         } ( ) ( سورة الزمر الآية 68 ) فيقوم الناس من قبورهم لرب العالمين حفاة بلا نعال، عراة بلا ثياب غرلا بلا ختان {   •        •   } ( ) ( سورة الأنبياء من الآية 104 ).
ونؤمن بصحائف الأعمال تعطى باليمين أو من وراء الظهور بالشمال { •                •            •  } ( ) ( سورة الانشقاق الآيات 7-12 ) { •             •          } ( ) ( سورة الإسراء الآيتان 13، 14 ).
ونؤمن بالموازين توضع يوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا {               } ( ) ( سورة الزلزلة الآيتان 7، 8 ) {                •     •     } ( ) ( سورة المؤمنون الآيات 102-104 ) {                   } ( ) ( سورة الأنعام الآية 160 ).
ونؤمن بالشفاعة العظمى لرسول الله  خاصة يشفع عند الله تعالى بإذنه ليقضي بين عباده حين يصيبهم من الهم والكرب ما لا يطيقون، فيذهبون إلى آدم ثم نوح ثم إبراهيم ثم موسى ثم عيسى حتى تنتهي إلى رسول الله  .
ونؤمن بالشفاعة فيمن دخل النار من المؤمنين أن يخرجوا منها وهي للنبي  وغيره من النبيين والمؤمنين والملائكة.
وبأن الله تعالى يخرج من النار أقواما من المؤمنين بغير شفاعة بل بفضله ورحمته.
ونؤمن بحوض رسول الله  ماؤه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل، وأطيب من رائحة المسك طوله شهر، وعرضه شهر، وآنيته كنجوم السماء حسنا وكثرة، يرده المؤمنون من أمته من شرب منه لم يظمأ بعد ذلك.
ونؤمن بالصراط المنصوب على جهنم يمر الناس عليه على قدر أعمالهم فيمر أولهم كالبرق ثم كمر الريح، ثم كمر الطير وشد الرجال، والنبي  قائم على الصراط يقول: يا رب سلم سلم، حتى تعجز أعمال العباد فيأتي من يزحف، وفي حافتي الصراط كلاليب معلقة مأمورة تأخذ من أمرت به فمخدوش ناج ومكردس في النار. ونؤمن بكل ما جاء في الكتاب والسنة من أخبار ذلك اليوم وأهواله أعاننا الله عليها.
ونؤمن بشفاعة النبي  لأهل الجنة أن يدخلوها، وهي للنبي  خاصة.
ونؤمن بالجنة والنار، فالجنة دار النعيم التي أعدها الله للمؤمنين المتقين، فيها من النعيم ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر {    •           } ( ) ( سورة السجدة الآية 17 ).
والنار دار العذاب التي أعدها الله تعالى للكافرين الظالمين، فيها من العذاب والنكال ما لا يخطر على البال {    •                  } ( ) ( سـورة الكهف من الآية 29 ).
وهما موجودتان الآن ولن تفنيا أبد الآبدين {       •               } ( ) ( سورة الطلاق مـن الآيـة : 11 ) { •      •                •        } ( ) ( سورة الأحزاب الآيات 64-66 ).
ونشهد بالجنة لكل من شهد له الكتاب والسنة بالعين أو بالوصف: فمن الشهادة بالعين الشهادة لأبي بكر وعمر وعثمان وعلي ونحوهم ممن عينهم النبي  .
ومن الشهادة بالوصف الشهادة لكل مؤمن أو تقي.
ونشهد بالنار لكل من شهد له الكتاب والسنة بالعين أو بالوصف:
فمن الشهادة بالعين الشهادة لأبي لهب وعمرو بن لحي الخزاعي ونحوهما.
ومن الشهادة بالوصف الشهادة لكل كافر أو مشرك شركا أكبر أو منافق.
ونؤمن بفتنة القبر وهي سؤال الميت في قبره عن ربه ودينه ونبيه ف {      •       } ( ) ( سورة إبراهيم من الآية 27 ) فيقول المؤمن: ربي الله وديني الإسلام ونبيي محمد، وأما الكافر والمنافق فيقول: لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته.
ونؤمن بنعيم القبر للمؤمنين {          •     } ( ) ( سورة النحل الآية 32 ).
ونؤمن بعذاب القبر للظالمين الكافرين {                              } ( ) ( سورة الأنعام من الآية 93 ).
والأحاديث في هذا كثيرة معلومة، فعلى المؤمن أن يؤمن بكل ما جاء به الكتاب والسنة من هذه الأمور الغيبية وأن لا يعارضها بما يشاهد في الدنيا، فإن أمور الآخرة لا تقاس بأمور الدنيا لظهور الفرق الكبير بينهما. والله المستعان.
فصل
في الإيمان بالقدر خيره وشره
ونؤمن بالقدر خيره وشره، وهو تقدير الله تعالى للكائنات حسبما سبق به علمه واقتضته حكمته.
وللقدر أربع مراتب:
المرتبة الأولى: العلم، فنؤمن بأن الله تعالى بكل شيء عليم، علم ما كان وما يكون وكيف يكون بعلمه الأزلي الأبدي، فلا يتجدد له علم بعد جهل ولا يلحقه نسيان بعد علم.
المرتبة الثانية: الكتابة فنؤمن بأن الله تعالى كتب في اللوح المحفوظ ما هو كائن إلى يوم القيامة: {           •     •      } ( ) ( سورة الحج الآية 70 ).
المرتبة الثالثة: المشيئة فنؤمن بأن الله تعالى قد شاء كل ما في السماوات والأرض لا يكون شيء إلا بمشيئته ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.
المرتبة الرابعة: الخلق فنؤمن بأن الله تعالى {                } ( ) ( سورة الزمر الآيتان 62، 63 ).
وهذه المراتب الأربع شاملة لما يكون من الله تعالى نفسه، ولما يكون من العباد فكل ما يقوم به العباد من أقوال أو أفعال أو تروك فهي معلومة لله تعالى مكتوبة عنده والله تعالى قد شاءها وخلقها {                } ( ) ( سورة التكوير الآيتان 28، 29 ) {            } ( ) ( سورة البقرة من الآية 253 ) {           } ( ) ( سورة الأنعام من الآية 137 ) {      } ( ) ( سورة الصافات الآية 96 ).
ولكننا مع ذلك نؤمن بأن الله تعالى جعل للعبد اختيارا وقدرة بهما يكون الفعل.
والدليل على أن فعل العبد باختياره وقدرته أمور:
الأول: قوله تعالى: {      } ( ) ( سورة البقرة من الآية 223 ) وقوله: {        } ( ) ( سورة التوبة من الآية 46 ) فأثبت للعبد إتيانا بمشيئته وإعدادا بإرادته.
الثاني: توجيه الأمر والنهي إلى العبد، ولو لم يكن له اختيار وقدرة لكان توجيه ذلك إليه من التكليف بما لا يطاق، وهو أمر تأباه حكمة الله تعالى ورحمته وخبره الصادق في قوله: {        } ( ) ( سورة البقرة من الآية 286 ).
الثالث: مدح المحسن على إحسانه وذم المسيء على إساءته، وإثابة كل منهما بما يستحق. ولولا أن الفعل يقع بإرادة العبد واختياره لكان مدح المحسن عبثا، وعقوبة المسيء ظلما، والله تعالى منزه عن العبث والظلم.
الرابع: أن الله تعالى أرسل الرسل {     ••       } ( ) ( النساء من الآية 165 ) ولولا أن فعل العبد يقع بإرادته واختياره ما بطلت حجته بإرسال الرسل.
الخامس: أن كل فاعل يحس أنه يفعل الشيء أو يتركه بدون أي شعور بإكراه، فهو يقوم ويقعد ويدخل ويخرج ويسافر ويقيم بمحض إرادته ولا يشعر بأن أحدا يكرهه على ذلك، بل يفرق تفريقا واقعيا بين أن يفعل الشيء باختياره، وبين أن يكرهه عليه مكره، وكذلك فرق الشرع بينهما تفريقا حكيما، فلم يؤاخذ الفاعل بما فعله مكرها عليه فيما يتعلق بحق الله تعالى.
ونرى انه لا حجة للعاصي على معصيته بقدر الله تعالى؛ لأن العاصي يقدم على المعصية باختياره من غير أن يعلم أن الله تعالى قدرها عليه إذ لا يعلم أحد قدر الله تعالى إلا بعد وقوع مقدوره {    •  } ( ) ( سورة لقمان الآية 34 ) فكيف يصح الاحتجاج بحجة لا يعلمها المحتج بها حين إقدامه على ما اعتذر بها عنه، وقد أبطل الله تعالى هذه الحجة بقوله: {                                          } ( ) ( سورة الأنعام الآية 148 ).
ونقول للعاصي المحتج بالقدر: لماذا لم تقدم على الطاعة مقدرا أن الله تعالى قد كتبها لك، فإنه لا فرق بينها وبين المعصية في الجهل بالمقدور قبل صدور الفعل منك ؟ ولهذا لما أخبر النبي  الصحابة بأن كل واحد قد كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار قالوا: {أفلا نتكل وندع العمل ؟ قال: لا، اعملوا فكل ميسر لما خلق له} ( ) .
ونقول للعاصي المحتج بالقدر: لو كنت تريد السفر لمكة وكان لها طريقان أخبرك الصادق أن أحدهما مخوف صعب والثاني آمن سهل فإنك ستسلك الثاني ولا يمكن أن تسلك الأول وتقول: إنه مقدر علي، ولو فعلت لعدك الناس في قسم المجانين.
ونقول له أيضا: لو عرض عليك وظيفتان: إحداهما ذات مرتب أكثر فإنك سوف تعمل فيها دون الناقصة، فكيف تختار لنفسك في عمل الآخرة ما هو الأدنى ثم تحتج بالقدر ؟
ونقول له أيضا: نراك إذا أصبت بمرض جسمي طرقت باب كل طبيب لعلاجك وصبرت على ما ينالك من ألم عملية الجراحة وعلى مرارة الدواء فلماذا لا تفعل مثل ذلك في مرض قلبك بالمعاصي ؟
ونؤمن بأن الشر لا ينسب إلى الله تعالى لكمال رحمته وحكمته، قال النبي  {والشر ليس إليك} ( ) رواه مسلم، فنفس قضاء الله تعالى ليس فيه شر أبدا؛ لأنه صادر عن رحمة وحكمة.
وإنما يكون الشر في مقضياته؛ لقول النبي  في دعاء القنوت الذي علمه الحسن: {وقني شر ما قضيت} ( ) فأضاف الشر إلى ما قضاه، ومع هذا فإن الشر بالمقضيات ليس شرا خالصا محضا بل هو شر في محله من وجه، خير من وجه، أو شر في محله، خير في محل آخر.
فالفساد في الأرض من الجدب والمرض والفقر والخوف شر لكنه خير في محل آخر قال الله تعالى: {         ••        } ( ) ( سورة الروم الآية 41 ).
وقطع يد السارق ورجم الزاني شر بالنسبة للسارق والزاني في قطع اليد وإزهاق النفس، لكنه خير لهما من وجه آخر، حيث يكون كفارة لهما، فلا يجمع لهما بين عقوبتي الدنيا والآخرة، وهو أيضا خير في محل آخر حيث إن فيه حماية الأموال والأعراض والأنساب.
فصل
في ثمرات العقيدة السامية المتضمنة لهذه الأصول العظيمة
هذه العقيدة السامية المتضمنة لهذه الأصول العظيمة تثمر لمعتقدها ثمرات جليلة كثيرة.
فالإيمان بالله تعالى وأسمائه وصفاته يثمر للعبد محبة الله وتعظيمه الموجبين للقيام بأمره واجتناب نهيه، والقيام بأمر الله تعالى واجتناب نهيه يحصل بهما كمال السعادة في الدنيا والآخرة للفرد والمجتمع {          •    •       } ( ) ( سورة النحل الآية 97 ).

ومن ثمرات الإيمان بالملائكة:
أولا: العلم بعظمة خالقهم تبارك وتعالى وقوته وسلطانه.
ثانيا: شكره تعالى على عنايته بعباده، حيث وكل بهم من هؤلاء الملائكة من يقوم بحفظهم وكتابة أعمالهم وغير ذلك من مصالحهم.
ثالثا: محبة الملائكة على ما قاموا به من عبادة الله تعالى على الوجه الأكمل واستغفارهم للمؤمنين.
ومن ثمرات الإيمان بالكتب:
أولا: العلم برحمة الله تعالى وعنايته بخلقه، حيث أنزل لكل قوم كتابا يهديهم به.
ثانيا: ظهور حكمة الله تعالى حيث شرع في هذه الكتب لكل أمة ما يناسبها، وكان خاتم هذه الكتب القرآن العظيم مناسبا لجميع الخلق في كل عصر ومكان إلى يوم القيامة.
ثالثا: شكر نعمة الله تعالى على ذلك.
ومن ثمرات الإيمان بالرسل:
أولا: العلم برحمة الله تعالى وعنايته بخلقه، حيث أرسل إليهم أولئك الرسل الكرام للهداية والإرشاد.
ثانيا: شكره تعالى على هذه النعمة الكبرى.
ثالثا: محبة الرسل وتوقيرهم والثناء عليهم بما يليق بهم؛ لأنهم رسل الله تعالى وخلاصة عبيده، قاموا لله بعبادته وتبليغ رسالته والنصح لعباده والصبر على أذاهم.
ومن ثمرات الإيمان باليوم الآخر:
أولا: الحرص على طاعة الله تعالى رغبة في ثواب ذلك اليوم، والبعد عن معصيته خوفا من عقاب ذلك اليوم.
ثانيا: تسلية المؤمن عما يفوته من نعيم الدنيا ومتاعها بما يرجوه من نعيم الآخرة وثوابها.

ومن ثمرات الإيمان بالقدر:
أولا: الاعتماد على الله تعالى عند فعل الأسباب؛ لأن السبب والمسبب كلاهما بقضاء الله وقدره.
ثانيا: راحة النفس.. طمأنينة القلب؛ لأنه متى علم أن ذلك بقضاء الله تعالى وأن المكروه كائن لا محالة ارتاحت النفس واطمأن القلب ورضي بقضاء الرب، فلا أحد أطيب عيشا وأريح نفسا وأقوى طمأنينة ممن آمن بالقدر.
ثالثا: طرد الإعجاب بالنفس عند حصول المراد؛ لأن حصول ذلك نعمة من الله بما قدره من أسباب الخير والنجاح، فيشكر الله تعالى على ذلك ويدع الإعجاب.
رابعا: طرد القلق والضجر عند فوات المراد أو حصول المكروه؛ لأن ذلك بقضاء الله تعالى الذي له ملك السماوات والأرض وهو كائن لا محالة فيصبر على ذلك ويحتسب الأجر. وإلى إذا يشير الله تعالى بقوله: {                  •                   •    } ( ) ( الحديد الآيتان 22، 23 ).
فنسأل الله تعالى أن يثبتنا على هذه العقيدة وأن يحقق لنا ثمراتها، ويزيدنا من فضله، وأن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا، وأن يهب لنا منه رحمة إنه هو الوهاب والحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى الله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان.
تمت
بقلم مؤلفها
محمد الصالح العثيمين
في 30 شوال 1404 هـ



فهرس الآيات
إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد 15
أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون 8
أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا 13
ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك 26
إلى ربها ناظرة 11
أليس الله بأحكم الحاكمين 8
إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من 20
إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله 21
إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري 5, 28
إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا 25
إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا 9
إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على 7
إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل 20
إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا 16
إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى 18
إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون 16
إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون 11
أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير 5
أولئك هم الكافرون حقا وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا 21
اصبر على ما يقولون واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب 19
اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا 23
الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما 25
الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في 4, 7, 11
الله لا إله إلا هو ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ومن أصدق 6
تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا 19
تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون 23
تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات 8, 27
جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا 9
جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم والملائكة 15
حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة 20
خالدين فيها أبدا لا يجدون وليا ولا نصيرا 25
ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدا شكورا 19
ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه وهو على كل شيء 26
رب السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له 4
رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان 18, 28
رسولا يتلو عليكم آيات الله مبينات ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات 25
سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار 15
سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا 28
شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به 18
شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان 16
ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي 30
فأما من أوتي كتابه بيمينه 23
فاطر السماوات والأرض جعل لكم من أنفسكم أزواجا ومن الأنعام أزواجا 5, 7, 11
فسوف يحاسب حسابا يسيرا 23
فسوف يدعو ثبورا 23
فعال لما يريد 8
فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون 24
فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون 23
فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره 23
فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا 17
قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله 9
قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا 19
قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا 19
قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني 19
قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب 19
قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات 6
قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين 6
قل ياأيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السماوات 20
كذبت قوم نوح المرسلين 21
كلا إذا دكت الأرض دكا دكا 8
كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون 21
لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير 11
لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون 14
لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا 28
لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم 15
لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم قل فمن يملك من 17
لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل 32
لله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب 4
لمن شاء منكم أن يستقيم 27
له مقاليد السماوات والأرض والذين كفروا بآيات الله أولئك هم الخاسرون 27
له مقاليد السماوات والأرض يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إنه بكل شيء 5
ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن 32
ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس 17
ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان 18
ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد 15
من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع 17
من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها 23
من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم 30
من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن 10
نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وقدموا لأنفسكم واتقوا الله 27
هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات 13
هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في 4
هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن 4
هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم 4
وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى 18
وأما من أوتي كتابه وراء ظهره 23
وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما 9
وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو 17
وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا 16
وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن 9
وإنه لتنزيل رب العالمين 6
واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار 19
واصنع الفلك بأعيننا ووحينا ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون 10
والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا 22
والله خلقكم وما تعملون 27
والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا 8
وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم 6
وجاء ربك والملك صفا صفا 8
وجوه يومئذ ناضرة 11
وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى 8
ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك وكلم الله موسى 5
وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما 5
وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه 10
وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون 14
وقفينا على آثارهم بعيسى ابن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة 16
وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين 24
وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل 9
وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض 27
وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه 23
ولا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول إني ملك 19
ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم 8
ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من 11
ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن 5
وله من في السماوات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا 14
ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم 9, 27
ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر 6
وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين 27
وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء قل 17
وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات 10
وما لكم ألا تنفقوا في سبيل الله ولله ميراث السماوات والأرض لا 22
وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها 5
ومصدقا لما بين يدي من التوراة ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم وجئتكم 16
ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه 26
ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون 23
ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين 20
ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره 23
وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا 6
ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله 22
وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير 7
ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب 20
ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام 10
ويصلى سعيرا 23
ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله 10
وينقلب إلى أهله مسرورا 23
ياأهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من 17
ياأيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم 9
يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة 15, 25
يسبحون الليل والنهار لا يفترون 14
يوم تقلب وجوههم في النار يقولون ياليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسول 25
يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا 22

فهرس الأحاديث
أفلا نتكل وندع العمل ؟ قال لا، اعملوا فكل ميسر لما خلق له 29
إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور 10
حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه 10
من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له 7
والشر ليس إليك 29
وقني شر ما قضيت 30



الفهرس
تقديم 2
المقدمة 3
عقيدتنا 4
فصل في الاعتماد في الإثبات والنفي على الكتاب والسنة وفهم سلف الأمة 13
فصل في الإيمان بالملائكة 14
فصل في الإيمان بكتب الله على رسله 15
فصل في الإيمان بالرسل 18
فصل في الإيمان باليوم الآخر 22
فصل في الإيمان بالقدر خيره وشره 26
فصل في ثمرات العقيدة السامية المتضمنة لهذه الأصول العظيمة 30
فهرس الآيات 34
فهرس الأحاديث 39
الفهرس 40

Tidak ada komentar:

Posting Komentar