Selasa, 29 November 2011

I'rab Surat ar Ra'd

Agus Subandi,Drs.MBA

اعراب آيات سورة ( الرعد )
{ الۤمۤر تِلْكَ آيَاتُ ٱلْكِتَابِ وَٱلَّذِيۤ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ٱلْحَقُّ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ }
{الۤمۤر تِلْكَ آيَاتُ ٱلْكِتَابِ..} [1]
ابتداء وخبر، ويجوز أن يكون التقدير هذا الذي أنزل اليك تلك آيات الكتاب التي وعدت بها {وَٱلَّذِيۤ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ٱلْحَقُّ} ابتداء وخبر، ويجوز أن يكونَ الذي عطفاً على آيات في موضع رفع ويكون الحق مرفوعاً نعتاً للذي أو على اضمار مبتدأ. ويجوز أن يكون الذي في موضع خفض عطفاً على الكتاب ويكون الحق رفعاً على اضمار مبتدأ، ويجوز خفضه يكون نعتاً للذي {وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ} أي بعد وضوح الآيات.

{ ٱللَّهُ ٱلَّذِي رَفَعَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ وَسَخَّرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّـى يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ يُفَصِّلُ ٱلآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَآءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ }
{ٱللَّهُ ٱلَّذِي رَفَعَ ٱلسَّمَاوَاتِ..} [2]
ابتداء وخبر أي ولا بدّ لها من رافع فهذا من الآيات {بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا} يكون "ترونها" في موضع نصب على الحال أي رفع السماوات مرئيَّة بغير عمد، ويجوز أن يكون مستأنفاً أي رفع السموات بغير عمد ثم قال أنتم ترونها، ويجوز أن يكون "ترونها" في موضع خفض أي بغير عمد مرئيةٍ أي لو كانت بعمد لرأيتموها لكثافة العمد.

{ وَهُوَ ٱلَّذِي مَدَّ ٱلأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِىَ وَأَنْهَاراً وَمِن كُلِّ ٱلثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ ٱثْنَيْنِ يُغْشِى ٱلَّيلَ ٱلنَّهَارَ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }
{وَهُوَ ٱلَّذِي مَدَّ ٱلأَرْضَ..} [3]
ابتداء وخبر فدلّ على قدرته جل وعز في الأرض بَعدَ أن دلّ عليها في السماء. {وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ} حُرِّكَتْ الياء في موضع النصب لخفة الفتحة ولم تنصرف لأنها قد صارت بمنزلة السالم. {أن تَميدَ بِكُمْ} في موضع نصب أي كراهة أن تميد بكم.

اعراب آيات سورة ( الرعد )
{ وَفِي ٱلأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَىٰ بِمَآءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَىٰ بَعْضٍ فِي ٱلأُكُلِ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }
{وَفِي ٱلأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ..} [4]
ابتداء وخبر، ودلّ بهذا على قدرته جل وعز {وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ} عطف، ويجوز و "جناتٍ"/ 112 أ/ على "وَجَعَلَ فيها جناتٍ"، ويجوز أن يكون في موضع خفض عطفاً على كلّ {وَزَرْعٍ وَنَخِيلٍ صِنْوَانٍ وَغَيْرِ صِنْوَانٍ} بالخفض قراءة أهل المدينة وأهل الكوفة، وقرأ أبو عمرو وابن كثير {وَزَرعٌ} بالرفع وما بعده مثله. قال الأصمعي: قلت لأبي عمرو بن العلاء كيف لا تقرأ "وَزرعٍ" بالجر؟ فقال: الجنات لا تكون من الزرع. قال أبو جعفر: هذا الذي قاله أبو عمرو رحمه الله لا يلزم من قرأ بالجر لأنّ بعده ذكر النخيل واذا اجتمع مع النخيل الزرعُ قيل لهما: جنة، وحُكِيَ عن محمد بن يزيد أنه قال "وَزَرْعٍ وَنَخِيلٍ" بالخفض أولى لأنه أقرب اليه واحتج بحكاية سيبويه: خَشَّنْتُ بِصَدرِهِ وصَدْرِ زيدٍ، وأنّ الجر أولى من النصب لقربه منه كذا "وزرعٍ" أولى لقربه من أعناب، "صنوانٌ" جَمعُ صِنْوٍ مثل نِسوَةٍ ونِسْوان وَقِنوٍ وقِنوان، وحكى سيبويه قُنْوان، وقال الفراء: "صُنْوَان" بالضمّ لغة تميم وقيس والكسر لغة أهل الحجاز، فان جمعت صِنواً في أقلّ العدد قلتَ: أصناء والكثيرة صُنِيٌ وصِنِيّ. وقرأ الحسن وعاصم وحُمَيْدُ وابن مُحَيْصِنٍ {يُسْقَىٰ} بالياء على تذكير النبت أو الجمع، واحتجّ أبو عمرو للتأنيث بأن بعده {وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا} ولم يقل بعضَهُ. قال أبو جعفر: وهذا احتجاج حَسَنٌ، وقرأ أهل الحرمين وأهل البصرة {ونُفَضِّلُ} بالنون، وقرأ أهل الكوفة إلا عاصماً {ويفضِّل} بالياء قال أبو عبيدٍ ونفضّل على الاستئناف، ويفضّل على أول السورة. وهذا شيء قد تقدّم وانفصل بقوله عز وجل "وَفِي ٱلأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ". قال أبو جعفر: وهذا احتجاج حَسَنٌ {إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} في موضع خفض أي عقلاء.

{ وَإِن تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذَا كُنَّا تُرَاباً أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أُوْلَـٰئِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ ٱلأَغْلاَلُ فِيۤ أَعْنَاقِهِمْ وَأُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدونَ }
{وَإِن تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ..} [5]
أي فيجب أن يَعجَبَ من قولهم العقلاء لأنه جَهلٌ اذ كان الله جل وعز قد دلَّهم على قدرته وأراهم من آياته ما هو أعظم من إحياء الموتى. و "عجب" مرفوع يُنَوى فيه التأخير على خبر المبتدأ {أَإِذَا كُنَّا تُرَاباً} العامل في "إذا" كنا لأنه لا يجوز أن يعمل ما بعد إنّ فيما قبلها فاذن قرأ "أإِنّا" فالعامل "إذا" فعل محذوف والتقدير أَنُبعَثُ اذا. {أُوْلَـٰئِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ} أي من سأل عن البعث سؤال مُنكرٍ له بعد البراهين فقد كَفَر ونظير هذا {ما يُجادِلُ في آيات اللهِ إلاّ الذينَ كفروا} أي جِدَالَ منكر. والجملة خبر الأول {وَأُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ} مبتدأ وخبر.

{ وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِٱلسَّيِّئَةِ قَبْلَ ٱلْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمُ ٱلْمَثُلاَتُ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ ٱلْعِقَابِ }
{وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِٱلسَّيِّئَةِ قَبْلَ ٱلْحَسَنَةِ..} [6]
قال قتادة: بالعقوبة قبل العافية قال أبو اسحاق: هو من قولهم: اللَّهُمّ ان كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارةً من السماء أو ائتنا بعذاب أليم. {وَقَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمُ ٱلْمَثُلاَتُ} قد ذكرنا ما فيه قال الفراء: بنو تميم يقولون: مثْلاَتٌ بسكون الثاء {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلْمِهِمْ} رُوِي عن ابن عباس أنه قال: ليس في القرآن أرجأ من هذه.
اعراب آيات سورة ( الرعد )
{ وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلاۤ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ }
{وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلاۤ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ..} [7]
وإنما قالوا هذا بعد ظهور الآيات والبراهين على التعنّتِ والتَّهزُّء فقال الله جل وعز: {إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرٌ} أي تنذرهم العذاب لكفرهم بعد البراهين {وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} قد ذكرنا قول أهل التفسير فيه، وفيه تقديران في العربية: يكون هاد معطوفاً على منذر، وهذا من أحسن ما قيل فيه لأن المنذر هو الهادي إلى الله جل وعز، والتقدير إنما أنت منذر هادٍ، والتقدير الآخر أن يكون مرفوعاً بالابتداء، والتقدير ولكل قوم نبيٌّ هادٍ.

{ ٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَىٰ وَمَا تَغِيضُ ٱلأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ }
{ٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَىٰ..} [8]
ابتداء وخبر، و كذا {وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ}.

{ عَالِمُ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ ٱلْكَبِيرُ ٱلْمُتَعَالِ }
{عَالِمُ ٱلْغَيْبِ..} [9]
نعت، وإن شئتَ على اضمار مبتدأ، وإن شئت بالابتداء وما بعده/ 112 ب/ خبره ويجوز في الاعراب النصب على المدح والخفض على البدل و {ٱلْكَبِيرُ} الملِك المقتدر على كل شيء و {ٱلْمُتَعَالَ} المستعلي على كل شيء، وحذفت الياء لأنه رأس آية.
اعراب آيات سورة ( الرعد )
{ سَوَآءٌ مِّنْكُمْ مَّنْ أَسَرَّ ٱلْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِٱلَّيلِ وَسَارِبٌ بِٱلنَّهَارِ }
{سَوَآءٌ مِّنْكُمْ..} [10]
مرفوع يُنوَى به التأخير. قال أبو اسحاق: والتقدير ذو سواء، كما يقال: رَجُلٌ عَدلٌ، وقيل: سواء بمعنى مُسْتَوٍ وهو مرفوع بالابتداء. قال أبو اسحاق: ولا يجوز عند سيبويه هذا لأنه لا يُبتَدَأ بنكرةٍ. قال أبو جعفر: والمعنى أنه يستوي عند الله جل وعز هؤلاء وعِلمُهُ بهم واحد، وقال حسان:
فَمَنْ يَهجُو رَسُولَ اللهِ منكم * وَيَمدَحُهُ وَيَنْصُرُهُ سَوَاءُ
أي بمنزلته عند الله جل وعز.

{ لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ ٱللَّهُ بِقَوْمٍ سُوۤءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ }
{لَهُ مُعَقِّبَاتٌ..} [11]
جَمعُ مُعَقِّبةٍ والهاء للمبالغة ولهذا جاز {يَحْفَظُونَهُ} على التذكير {مِنْ أَمْرِ ٱللَّهِ} أي حفظهم إياه من أمر الله جل وعز أمرهم أن يحفظوه مما لم يقدر عليه وقيل المعنى أن المعقبات من أمر الله جل وعز وهذان الجوابان على قول من قال: إنّ المعقّبات الملائكة وأما من قال: ان المعقّبات الشُّرَطُ فالمعنى عنده يحفظونه من أمر الله على قولهم. {إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} فيه قولان: أحدهما أن المعنى أن الله لا يغير ما بإِنسان من نعمة وكرامة ابتدأ بها بأن يعاقبه أو يعذبه الا أن يغيّر ما بنفسه، والقول الآخر أن الله جل وعز لا يغير ما بقوم مؤمنين صالحين فيسميهم كافرين فاسقين الا أن يفعلوا ما يوجب ذلك ولا يأمر بإذلالهم الا أن يغيِّروا ما بأنفسهم: {وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوۤءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ} فَحَذَّرَهُمُ الله جل وعز بعد أن أعلَمَ أنَّه يعلم سرائرهم وما يخفون. {وَمَا لَهُمْ مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ} أي من وَليٍّ ينصرهم ويمنع منهم.

{ هُوَ ٱلَّذِي يُرِيكُمُ ٱلْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنْشِىءُ ٱلسَّحَابَ ٱلثِّقَالَ }
{هُوَ ٱلَّذِي يُرِيكُمُ ٱلْبَرْقَ..} [12]
ابتداء وخبر {خَوْفاً وَطَمَعاً} على المصدر. وقول أهل التفسير خوفاً للمسافر وطَمَعا للحاضر على الأكثر. وحقيقته على العموم لكل من خاف أو طَمِعَ {وَيُنْشِىءُ ٱلسَّحَابَ ٱلثِّقَالَ} جمع سحابة فلهذا نُعِتَ بالثقال.
اعراب آيات سورة ( الرعد )
{ وَيُسَبِّحُ ٱلرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَٱلْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ ٱلصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَآءُ وَهُمْ يُجَٰدِلُونَ فِي ٱللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ ٱلْمِحَالِ }
{وَيُسَبِّحُ ٱلرَّعْدُ بِحَمْدِهِ..} [13]
أهل التفسير يقولون: الرعدُ اسمُ مَلَكٍ فهذا حقيقة، وقيل؛ أنَّه مجاز [وانه الصوت فيكون معنى يسبح يدلُّ على تنزيه الله جل وعز عن الأشباه فنسب التسبيح اليه مجازاً].

{ لَهُ دَعْوَةُ ٱلْحَقِّ وَٱلَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ إِلاَّ كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى ٱلْمَآءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَآءُ ٱلْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ }
{.. وَمَا دُعَآءُ ٱلْكَافِرِينَ..} [14]
أي وما دعاء الكافرين الأوثان {إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ} عن الصواب وعن الانتفاع بالإجابة.

{ وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلالُهُم بِٱلْغُدُوِّ وَٱلآصَالِ }
{وَللَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ..} [15]
قد تكلَّمَ العلماء في معنى هذا، ومن أحسن ما قيل أنّ السجود ها هنا الخضوع لتدبير الله جل وعز وتصريفه من صحَّةٍ وسقَمٍ وغيرهما {طَوْعاً وَكَرْهاً} أي ينقادون على ما أَحبّوا أو كرهوا لا حيلة لهم في ذلك، وظِلالُهُم أيضاً منقادة لتدبير الله جل وعز واجرائه الشمس بزيادة الظل ونقصانِهِ وزواله بتصرّفٍ الزمان وَجَرْيِ الشمس على ما دبَّره جل وعز.
اعراب آيات سورة ( الرعد )
{ قُلْ مَن رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ قُلِ ٱللَّهُ قُلْ أَفَٱتَّخَذْتُمْ مِّن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ لاَ يَمْلِكُونَ لأَنْفُسِهِمْ نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً قُلْ هَلْ يَسْتَوِي ٱلأَعْمَىٰ وَٱلْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي ٱلظُّلُمَاتُ وَٱلنُّورُ أَمْ جَعَلُواْ للَّهِ شُرَكَآءَ خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ ٱلْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ ٱللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ ٱلْوَاحِدُ ٱلْقَهَّارُ }
{.. هَلْ يَسْتَوِي ٱلأَعْمَىٰ وَٱلْبَصِيرُ..} [16]
أي المؤمن والكافر {أَمْ هَلْ تَسْتَوِي ٱلظُّلُمَاتُ وَٱلنُّورُ} أي الكفر والإِيمان.

{ أَنَزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَٱحْتَمَلَ ٱلسَّيْلُ زَبَداً رَّابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي ٱلنَّارِ ٱبْتِغَآءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذٰلِكَ يَضْرِبُ ٱللَّهُ ٱلْحَقَّ وَٱلْبَاطِلَ فَأَمَّا ٱلزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَآءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ ٱلنَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي ٱلأَرْضِ كَذٰلِكَ يَضْرِبُ ٱللَّهُ ٱلأَمْثَالَ }
{.. فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا..} [17]
قال أهل التفسير: أي بقدر ملئها، وقيل: ما قُدِّرَ لها {فَٱحْتَمَلَ ٱلسَّيْلُ زَبَداً رَّابِياً} تم الكلام ثم قال جل وعز {وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي ٱلنَّارِ ٱبْتِغَآءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ} رفع بالابتداء عند البصريين، وقال الكسائي: ارتفع لأن معناه مما توقدون عليه في النار زبد، قال: وهو الغثاء. وقد غَثَى يَغْثي غَثْياً وغَثَياناً وهو ما لا ينتفع به مِثلُهُ أي مثل زبَدِ البحر {كَذٰلِكَ} في موضع نصب، {فَأَمَّا ٱلزَّبَدُ} أي من هذه الأشياء {فَيَذْهَبُ جُفَآءً} على الحال من قولهم: انجَفَأتِ القدرُ إِذا رَمَتْ بِزَبَدِها، وهو الغثاء أيضاً.

{ لِلَّذِينَ ٱسْتَجَابُواْ لِرَبِّهِمُ ٱلْحُسْنَىٰ وَٱلَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَّا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لاَفْتَدَوْاْ بِهِ أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ سُوۤءُ ٱلْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ ٱلْمِهَادُ }
{لِلَّذِينَ ٱسْتَجَابُواْ لِرَبِّهِمُ ٱلْحُسْنَىٰ..} [18]
في موضع رفع يجوز أن يكون التقدير جَزَاءُ الحسنى، وقيل: هو اسم للجنة. أولئك لهم سواء الحساب والمناقشة والتوبيخ واحباط الحسنات بالسيئات.
اعراب آيات سورة ( الرعد )
{ ٱلَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ ٱللَّهِ وَلاَ يَنقُضُونَ ٱلْمِيثَاقَ }
{ٱلَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ ٱللَّهِ..} [20]
في موضع رفع على البدل من قوله جل وعز {إِنّما يَتَذكّر أُولُوا الألبابِ}.

{ وَٱلَّذِينَ يَصِلُونَ مَآ أَمَرَ ٱللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ }
{وَٱلَّذِينَ يَصِلُونَ مَآ أَمَرَ ٱللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ..} [21]
أي يصلون أرحامهم ومن/ 113 أ/ أمر الله جل وعز باكرامه واجلاله من أهل الطاعة.

{ وَالَّذِينَ صَبَرُواْ ٱبْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلاَةَ وَأَنْفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِٱلْحَسَنَةِ ٱلسَّيِّئَةَ أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عُقْبَىٰ ٱلدَّارِ }
{.. وَيَدْرَءُونَ بِٱلْحَسَنَةِ ٱلسَّيِّئَةَ..} [22]
أي يدفعون، إذا هَمُّوا بالسّيئة فَكّروا فارتدعوا ودفعوها بالاستغفار والاقلاع. وهذا حسن من الفعل، وينهون أيضاً عن المنكر بالموعظة أو بالغِلْظَةِ فهذا كلّه حَسَنٌ. {أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عُقْبَىٰ ٱلدَّارِ}.
اعراب آيات سورة ( الرعد )
{ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِّن كُلِّ بَابٍ * سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَىٰ ٱلدَّارِ }
{جَنَّاتُ عَدْنٍ..} [23]، [24]
بدل من عقبى {يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ} وهذا من مشكل النحو لأن أكثر النحويين يقولون: ضَربتُهُ وزيدٌ، قبيح حتى يؤكد المضمر. فتكلم النحويون في هذا حتى قال جماعة منهم قمتُ وزيدٌ، جيد بالف لأن هذا ليس بمنزلة المجرور لأن المجرور لا ينفصل بحال، وكان أبو اسحاق يذهب الى أن الأجود: قُمتُ وزيداً بمعنى معاً إِلاَّ أن يطول الكلام فتقول: قُمتُ في الدارِ وزَيْدٌ، وضربتكَ أمسِ وزَيدٌ وان شئت نصبتَ. وإِنما ينظر في هذا الى ما كان منفصلاً فَيُشبّهُ بالتوكيدِ. قال أبو جعفر: يجوز عندي - والله أعلم - أن يكون "مَنْ" في موضع رفع ويكون التقدير أولئك ومن صَلَحَ من آبائهم وأزواجهم وذرّياتهم لهم عقبى الدار. {وَالمَلاَئِكَةُ} ابتداء {يَدْخُلُونَ} في موضع الخبر، والتقدير يقولون {سَلاَمٌ عَلَيْكُم}.

{ وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّ ٱللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِيۤ إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ }
{وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ..} [27]
هذا أيضاً على التعنّت بعد أن رأوا الآيات.

{ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ ٱللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ ٱللَّهِ تَطْمَئِنُّ ٱلْقُلُوبُ }
{ٱلَّذِينَ آمَنُواْ..} [28]
في موضع نصب على البدل من {مَنْ} {وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ ٱللَّهِ} أي بوعده. {أَلاَ} تنبيه {بِذِكْرِ ٱللَّهِ تَطْمَئِنُّ ٱلْقُلُوبُ} أي قلوبهم.
اعراب آيات سورة ( الرعد )
{ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ طُوبَىٰ لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ }
{ٱلَّذِينَ آمَنُواْ..} [29]
في موضع رفع بالابتداء وخبره {طُوبَىٰ لَهُمْ} ويجوز أن يكون "ٱلَّذِينَ" في موضع نصب بدلاً من "مَنْ" وبمعنى أعني، ويجوز أن يكون "طُوبَىٰ" في موضع نصب بمعنى جعل الله لهم طوبى.

{ كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِيۤ أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهَآ أُمَمٌ لِّتَتْلُوَاْ عَلَيْهِمُ ٱلَّذِيۤ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِٱلرَّحْمَـٰنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ }
{كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ..} [30]
الكاف في موضع نصب والأُمة الجماعة.

{ وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ ٱلْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ ٱلأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ ٱلْمَوْتَىٰ بَل للَّهِ ٱلأَمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْأَسِ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَن لَّوْ يَشَآءُ ٱللَّهُ لَهَدَى ٱلنَّاسَ جَمِيعاً وَلاَ يَزَالُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِّن دَارِهِمْ حَتَّىٰ يَأْتِيَ وَعْدُ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُخْلِفُ ٱلْمِيعَادَ }
{وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ ٱلْجِبَالُ..} [31]
"أنّ" في موضع رفع أي لو وقع هذا وللعلماء في هذه الآية أقوال منها أن الجواب محذوف، والتقدير لكان هذا القرآن، وقيل: التقدير لما آمنوا. قال الكسائي: المعنى وددنا أنّ قرآناً سُيِّرَت به الجبال فهذا بغير حذف، وللفراء فيها قول حسن. قال: يكون الجواب فيما قبله أي وهم يكفرون بالرحمن ولو أن قرآناً سيّرت به الجبال. {بَل للَّهِ ٱلأَمْرُ جَمِيعاً} على الحال. {أَفَلَمْ يَيْأَسِ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ} وفيه لغات: يقال: يائِسُ ويقال: يَيئِسُ على فَعِل يَفعِلُ، ويقال يَئِسَ يَئِسُ. المستقبل على لفظ الماضي. {أَن لَّوْ يَشَآءُ ٱللَّهُ} في موضع نصب.
اعراب آيات سورة ( الرعد )
{ أَفَمَنْ هُوَ قَآئِمٌ عَلَىٰ كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُواْ لِلَّهِ شُرَكَآءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي ٱلأَرْضِ أَم بِظَاهِرٍ مِّنَ ٱلْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ مَكْرُهُمْ وَصُدُّواْ عَنِ ٱلسَّبِيلِ وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ }
{أَفَمَنْ هُوَ قَآئِمٌ عَلَىٰ كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ..} [33]
رفع بالابتداء، والخبر، محذوف دلّ عليه {وَجَعَلُواْ للَّهِ شُرَكَآءَ} قال الكسائي والفراء التقدير كشركائهم {قُلْ سَمُّوهُمْ} [أي سموهم] بخلق خلقوه أو فعلٍ فعلوه بقدرتهم {أَم بِظَاهِرٍ مِّنَ ٱلْقَوْلِ} قيل: معناه ليس له حقيقة، وقيل: أو بظاهر من القول قد ذَكِرَ في الكتب. وقرأ يحيى ابن وثّاب {وَصِدُّوا} بكسر الصاد لأن الأصل صُدِدُوا فَقُلِبَتْ حَركةُ الدال على الصاد.

{ لَّهُمْ عَذَابٌ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَلَعَذَابُ ٱلآخِرَةِ أَشَقُّ وَمَا لَهُم مِّنَ ٱللَّهِ مِن وَاقٍ }
{لَّهُمْ عَذَابٌ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا..} [34]
لعنة الله جل وعز إياهم ومعاداة المؤمنين لهم.

{ مَّثَلُ ٱلْجَنَّةِ ٱلَّتِي وُعِدَ ٱلْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَىٰ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّعُقْبَى ٱلْكَافِرِينَ ٱلنَّارُ }
{مَّثَلُ ٱلْجَنَّةِ ٱلَّتِي وُعِدَ ٱلْمُتَّقُونَ..} [35]
رفع بالابتداء عند سيبويه، والتقدير عنده فيما يُقَصُّ عليكم مَثلُ الجنّةِ أو مثل الجنة فيما نَقصُّ عليكم، وقال الفراء: الرافع له "تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ" والمعنى الجنة التي وُعِدَ المتقون تجري من تحتها الأنهار كما يقال: حِليةُ فُلاَنٍ أسمَرُ: قال محمد بن يزيد: من قال: مَثَلُ بمعنى صفة فقد أخطأ لأنه إِنما يقال: صفة فلان أنه ظريف وأنه كريم، ويقال: مثلُ زَيدٍ مَثَلُ عمروٍ "ومَثَلُ" مأخوذ من المثال والحذو، وصفة مأخوذة من التحلية والنعت، وإنما التقدير فيما يُقَصّ عليكم مثل الجنة {أُكُلُهَا دَآئِمٌ} وفيها كذا وفيها كذا. {تِلْكَ عُقْبَىٰ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ} ابتداء وخبر، وكذا {وَّعُقْبَى ٱلْكَافِرِينَ ٱلنَّارُ}.
اعراب آيات سورة ( الرعد )
{ وَٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمِنَ ٱلأَحْزَابِ مَن يُنكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّمَآ أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ ٱللَّهَ وَلاۤ أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ }
{وَٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ..} [36]
قيل: يعني به المؤمنين والكتاب القرآن {مِنَ ٱلأَحْزَابِ} أي الذين تحَزَّبُوا على عداوة رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنون ينكرون ما لم يوافقهم، وقيل الذين أوتوا الكتابَ اليهودُ والنصارى يفرحون بالقرآن لأنه مصدقٌ بأنبيائهم وكتبهم وإِن لم يؤمنوا بمحمد/ 113 ب/ صلى الله عليه وسلم.

{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ * يَمْحُواْ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ ٱلْكِتَابِ }
{.. وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ..} [38]
أي الا بأن يأذن له أن يسأل الآية فيعلم أنّ في ذلك صلاحاً. {لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ} أي لكل أمة كتابٌ مكتوب وأمرٌ مقدّر مقضيّ تقف عليه الملائكة لِيُعلَمَ بذلك قدرة الله جل وعز، وكذلك {.. وَعِندَهُ أُمُّ ٱلْكِتَابِ} [39] وقد بَيّنّا معنى {يَمْحُواْ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ وَيُثْبِتُ}.

{ وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ ٱلَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ ٱلْبَلاَغُ وَعَلَيْنَا ٱلْحِسَابُ }
{وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ..} [40] في موضع جزم بالشرط ودخلت النون توكيداً.

اعراب آيات سورة ( إبراهيم )
{ الۤر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ ٱلنَّاسَ مِنَ ٱلظُّلُمَاتِ إِلَى ٱلنُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَمِيدِ }
{الۤر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ..} [1]
أي هذا كتاب أنزلناه إليك في موضع رفع على النعت لكتاب {لِتُخْرِجَ ٱلنَّاسَ} لام كي، والتقدير ليخرج الناس {بِإِذْنِ رَبِّهِمْ} والأذن يُستعمَلُ بمعنى الأمر مجازاً {إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَمِيدِ}.

{ ٱللَّهِ ٱلَّذِي لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَوَيْلٌ لِّلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ }
{ٱللَّهِ..} [2]
على البدل والرفع على الابتداء، وإن شِئتَ على إضمار مبتدأ، وكذا {وَوَيْلٌ لِّلْكَافِرِينَ}.

{ ٱلَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا عَلَى ٱلآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً أُوْلَـٰئِكَ فِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ }
{ٱلَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا عَلَى ٱلآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً..} [3]
قال أبو إسحاق: عوَجاً مصدر في موضع الحال. قال أبو جعفر: وسَمِعتُ علي بن سليمان يقول: هو منصوب على أنه مفعول ثان وهذا مما يتعدى إلى مفعولين أحدهما بحرف، والتقدير ويبغون بها عوجاً.
اعراب آيات سورة ( إبراهيم )
{ وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ ٱللَّهُ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ }
{وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ..} [4]
نصب بلام كي {فَيُضِلُّ ٱللَّهُ مَن يَشَآءُ} مستأنف، وعند أكثر النحويين لا يجوز عطفه على ما قبله، ونظيره {لِنُبيِّن لكم ونُقِرُ في الأرحامِ ما نشاءُ} وأنشد النحويون:
* يُريدُ أن يُعرِبَهُ فيَعْجِمُهْ *
قال أبو إسحاق: يجوز النصب "فيضلَّ ٱللَّهُ مَن يَشَآءُ" على أن يكون مثل {ليكونَ لهم عدواً وحَزَناً} أي صار أمرهم إلى هذا.

{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَآ أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ ٱلظُّلُمَاتِ إِلَى ٱلنُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ ٱللَّهِ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ }
{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَآ أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ..} [5]
يجوز أن تكون "أنْ" في موضع نصب أي بأن أخرج قومك. وهذا مذهب سيبويه كما يقال: أَمرتُهُ أَنْ قُمْ والمعنى عنده أمرته أن يقومَ ثم حمل على المعنى كما قال:
* وأَنَا الذِي قَتّلتُ بكراً بالقَنَا *
ويجوز أن تكون "أنْ" لا موضع لها من الإِعراب مثل: أَرسلتُ إليه أَنْ قُمْ، والمعنى أي قُمْ، ومثله قوله سبحانه {وانطَلَقَ المَلأ منهم أَن امشُوا}.

{ وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ ٱذْكُرُواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنجَاكُمْ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوۤءَ ٱلْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَآءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَآءَكُمْ وَفِي ذٰلِكُمْ بَلاۤءٌ مِّن رَّبَّكُمْ عَظِيمٌ }
{.. يَسُومُونَكُمْ سُوۤءَ ٱلْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ..} [6]
في موضع آخر بغير واو كان بالواو فهو عند الفراء بمعنى يُعذّبونكم ويذبِّحونكم فيكون التذبيح غير العذاب الأول ويجوز عند غيره أن يكون/ 114 أ/ بعض الأول وإذا كان بغير واو فهو تبيين للأول وبدلٌ منه كما أنشد سيبويه:
مَتى تَأَتِنا تُلْمِمْ بنا في ديارنا * تَجدْ حَطَباً جزلاً وناراَ تأَجَّجا
اعراب آيات سورة ( إبراهيم )
{ وَقَالَ مُوسَىۤ إِن تَكْفُرُوۤاْ أَنتُمْ وَمَن فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً فَإِنَّ ٱللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ }
{.. فَإِنَّ ٱللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ} [8]
كسرت إنّ لأن ما بعد الفاء في المجازاة مستأنف واللام للتوكيد.

{ أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَٱلَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ لاَ يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ ٱللَّهُ جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِٱلْبَيِّنَـٰتِ فَرَدُّوۤاْ أَيْدِيَهُمْ فِيۤ أَفْوَٰهِهِمْ وَقَالُوۤاْ إِنَّا كَفَرْنَا بِمَآ أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَآ إِلَيْهِ مُرِيبٍ }
{أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ..} [9]
على البدل ولم يخفض ثمودَ لأنه جعل إسماً للقبيلة، ويجوز خفضه يجعل اسماً للحيّ {وَٱلَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ} في موضع خفض معطوف {لاَ يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ ٱللَّهُ} رفع بالفعل {جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِٱلْبَيِّنَاتِ}.
وإن شئتَ حذفتَ الضمة من السين لثقلها {فَرَدُّوۤاْ أَيْدِيَهُمْ فِيۤ أَفْوَاهِهِمْ} فإِذا أفردت قُلتَ: فَمٌ والأصلُ فوهٌ، فجمع على أصله مثل حوضِ وأحواض.

{ قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يَمُنُّ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَآ أَن نَّأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَعلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ }
{.. وَمَا كَانَ لَنَآ أَن نَّأْتِيَكُمْ..} [11] في موضع رفع بكان.
اعراب آيات سورة ( إبراهيم )
{ وَمَا لَنَآ أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى ٱللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَىٰ مَآ آذَيْتُمُونَا وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُتَوَكِّلُونَ }
{.. وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَىٰ مَآ آذَيْتُمُونَا..} [12] واللازم أَذِيَ يَأَذَى أَذى.

{ وَلَنُسْكِنَنَّـكُمُ ٱلأَرْضَ مِن بَعْدِهِمْ ذٰلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ }
{.. ذٰلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ} [14]
وَمَنْ أمال أراد أن يدلّ على أنه من خفت.

{ وَٱسْتَفْتَحُواْ وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ }
{.. وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ..} [15] ويجوز رفع عنيد نعتاً لكلّ.

اعراب آيات سورة ( إبراهيم )
{ يَتَجَرَّعُهُ وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ ٱلْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِن وَرَآئِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ }
{يَتَجَرَّعُهُ..} [17]
أي تكرهه الملائكة على ذلك لِيُعَذَّبَ به {وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ} أي ينزل من حلقه {وَيَأْتِيهِ ٱلْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ} أي يأتيه ما يُماتُ منه من كلّ مكان من جسده {وَمِن وَرَآئِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ} قيل: من وراء ما يُعَذَّبُ به عذابٌ آخر غليظ.

{ مَّثَلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ ٱشْتَدَّتْ بِهِ ٱلرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَىٰ شَيْءٍ ذٰلِكَ هُوَ ٱلضَّلاَلُ ٱلْبَعِيدُ }
{مَّثَلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ..} [18]
التقدير عند سيبويه والأخفش وفيما يُقَصُّ عليكم، وقال الكسائي: إنما مثل أعمال الذين كفروا كرماد، وقال غيره "مَّثَلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ" مبتدأ "أَعْمَالُهُمْ" بدل منه، والتقدير مثل أعمالهم، ويجوز أن يكون مبتدأ ثانياً كما حُكِيَ صفةُ فُلانٍ أنَّه أَحمرُ. قال الفراء ولو قرأ قارىء بالخفض أعمالهم جاز، وأنشد:
* ما لِلْجَمال مَشْيِها وَئِيداً *
{فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ} على النسب عند البصريين بمعنى ذي عاصف، وأجاز الفراء أن يكون بمعنى في يوم عاصف الريح، وأجاز أيضاً أن يكون عاصف للريح خاصَّة ثم يتبعه يوماً، قال: وحكى نحويون: هذا جحر ضب خرب. قال أبو جعفر: هذا مما لا ينبغي أن يُحمَلَ كتاب الله جل وعز عليه، وقد ذكر سيبويه أن هذا من العرب غلط واستدلّ بأنهم إذا ثَنّوا قالوا: هذان حجرا ضب خربان؛ لأنه قد استبان بالتثنية والتوحيد، ونظير هذا الغلط قول النابغة.
أمِن آلِ مَيَّةَ رائحٌ أو مُغتَدي * عَجْلاَنَ ذا زادٍ وغَيرَ مُزوَّدِ
زَعمَ البَوَارِحُ أنّ رحلَتَنا غَدٌ * وبذاكَ خَبَرَّنا الغُرَابُ الأسوَدُ
فلا يجوز مثلُ هذا في كلام ولا لشاعر نَعرِفُهُ فكيف يجوز في كتاب الله جل وعز ثم أنشد الفراء بيتاً:
يا صاحِ بلِّغْ ذَوي الزَّوجَاتِ كُلِّهم * أنْ ليس وَصلٌ إذا انْحلَّت عُرَى الذنَبِ
وزعم أن أبا الجراح أنشده إياه بخفض "كلّهم"، وهذا مما لا يعرج عليه لأن النصب لا يفسد الشعر، ومن قرأ "فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ" بغير تنوين أقام الصفة مقام الموصوف أي في يوم ريح عاصف.

{ وَبَرَزُواْ لِلَّهِ جَمِيعاً فَقَالَ ٱلضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُوۤاْ إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُمْ مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ ٱللَّهِ مِن شَيْءٍ قَالُواْ لَوْ هَدَانَا ٱللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَآءٌ عَلَيْنَآ أَجَزِعْنَآ أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ }
{وَبَرَزُواْ للَّهِ جَمِيعاً..} [21]
أي من قبورهم ونصب "جَمِيعاً" على الحال {تَبَعاً} بمعنى ذي تَبَعٍ، ويجوز أن يكون جمع تابع. قال علي بن سليمان التقدير سواءٌ علينا جَزَعُنَا وصَبْرُنَا.
اعراب آيات سورة ( إبراهيم )
{ وَقَالَ ٱلشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ ٱلأَمْرُ إِنَّ ٱللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ ٱلْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَٱسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُوۤاْ أَنفُسَكُمْ مَّآ أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَآ أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ ٱلظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }
{.. إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ..} [22]
في موضع نصب استثناء ليس من الأول {وَمَآ أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ} بفتح الياء لأن ياء النفس فيها لغتان: الفتح والتسكين إذا لم يكن قبلها ساكن فإذا كان قبلها ساكن فالفتح لا غير، ويجب على من كسرها أن يقرأ {هِيَ عصايِ} بكسر الياء، وقد قرأ يحيى بن وثاب والأعمش وحمزة {بمُصرِخِيِّ إِنِّي} بكسر الياء - قال الأخفش سعيد: ما سَمِعتُ هذا من أحد من العرب ولا من النحويين، وقال الفراء: لَعلَّ الذي قرأ بهذا ظَنَّ أن الباء تخفض الكلمة كُلَّها. قال أبو جعفر: فقد صار هذا بإجماع لا يجوز وأن كان الفراء قد نقض هذا وأنشد:
قَالَ لَهَا هل لَّك ياتافيّيِ/ 114 ب * قَالَتْ له ما أَنتَ بالمرضيّ
ولا ينبغي أن يُحمَلَ كتاب الله جل وعز على الشذوذ. ومعنى {بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ} من قبلُ أنه قد كان مشركاً قَبلَهُمْ، وقيل: من قبل الأمر.

{ وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ ٱجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ ٱلأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ }
{وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ..} [26]
ابتداء وخبر، وأجاز الكسائي والفراء: ومثل كلمةٍ خبيثة على النسق وحكيا أن في قراءة ابَيّ {وضَرَبَ مثلَ كلمةٍ خبيثةٍ}.

{ أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ كُفْراً وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ ٱلْبَوَارِ }
{.. وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ ٱلْبَوَارِ..} [28] مفعولان.
اعراب آيات سورة ( إبراهيم )
{ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ ٱلْقَرَارُ }
{جَهَنَّمَ..} [29]
منصوب على البدل من دار، ولم تنصرف لأنها مؤنَّثةٌ معرفة مشتقَّة من قولهم: ركيَّةٌ جِهنّامٌ اِذا كانت مُقَعَّرةً.

{ وَجَعَلُواْ لِلَّهِ أَندَاداً لِّيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُواْ فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى ٱلنَّارِ }
{وَجَعَلُواْ للَّهِ أَندَاداً لِّيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِهِ..} [30]
نصب بلام كي وبعضهم يسميها لام العاقبة. والمعنى أنه لما آل أمرهم إلى هذا كانوا بمنزلة من فَعَلَ ذلك ليكون هذا.

{ قُل لِّعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ وَيُنْفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلاَلٌ }
{قُل لِّعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱلصَّلاَةَ..} [31]
في {يُقِيمُواْ} للنحويين أقوال: قال الفراء: تأويله الأمر. قال أبو إسحاق بمثل هذا قال المعنى ليقيموا الصلاة ثم حذفت اللام لأنه قد تقدم الأمر قال: ويجوز أن يكون مبنياً لأن اللام حُذِفَتْ وَبُنِيَ لأنه بمعنى الأمر. قال أبو جعفر: وسَمِعتُ علي بن سليمان يقول: حدثنا محمد بن يزيد عن المازني قال: التقدير قل للذين آمنوا أقيموا الصلاة يقيموا، وهذا قول حَسَن لأن المؤمنين إذا أُمِرُوا بشيء قبلوا فهوا جواب الأمر {وَيُنْفِقُواْ} عطف عليه. {مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلاَلٌ} جعلت "لا" بمعنى ليس، وإن شئتَ رفعتَ ما بعدها بالابتداء، ويجوز رفع الأول ونصب الثاني بغير تنوين وبتنوين، ويجوز نصب الأول بغير تنوين ورفع الثاني بتنوين ونصبه بتنوين. قال الأخفش: خِلالُ جَمعُ خُلَّة وقال أبو عُبَيْدٍ: هو مصدر مثل القتال، وأنشد:
* وَلَستُ بمَقْلِيِّ الخِلاَلِ ولا قَالِ *
اعراب آيات سورة ( إبراهيم )
{ وَسَخَّر لَكُمُ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ دَآئِبَينَ وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلَّيلَ وَٱلنَّهَارَ }
{.. دَآئِبَينَ..} [33] على الحال أي دائبين فيما يؤدّي إلى صلاح الناس.

{ وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ ٱلإنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ }
{وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ..} [34]
في معناه أقوال فمذهب الفراء من كل سؤالكم، كما تقول: أنا أعطيته سؤاله وإن لم يسأل شيئاً أي ما لم يسأل لسأله، وقال الأخفش: وآتاكم من كل ما سألتموه شيئاً، ومثله {أُوتَيِتْ من كلّ شيء} أي من كلّ شيء في زمانها شيئاً. قال ويكون على التكثير، وحكى سيبويه: ما بقي منهم مُخّبِّرٌ، وذلك معروف في كلام العرب، وفيه قول رابع وهو أنّ الناس قد سألوا على تفرق أحوالهم الأشياء فخوطبوا على ذلك.

{ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ ٱجْعَلْ هَـٰذَا ٱلْبَلَدَ ءَامِناً وَٱجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ ٱلأَصْنَامَ }
{.. رَبِّ ٱجْعَلْ هَـٰذَا ٱلْبَلَدَ آمِناً..} [35]
مفعولان {وَٱجْنُبْنِي} ويقال على التكثير: جَنِّبْنِي، ويقال: أَجنِبنِي {أَن نَّعْبُدَ} في موضع نصب والمعنى من أن نعبدَ الأصنام.
اعراب آيات سورة ( إبراهيم )
{ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِّنَ ٱلنَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }
{.. فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي..} [36]
أي من أهل ديني ومن أصحابي {وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} أي له اِن تاب.

{ رَّبَّنَآ إِنَّيۤ أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ ٱلْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ فَٱجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ ٱلنَّاسِ تَهْوِىۤ إِلَيْهِمْ وَٱرْزُقْهُمْ مِّنَ ٱلثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ }
{رَّبَّنَآ إِنَّيۤ أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ..} [37]
وحذف المفعول لأن "من" تدلّ عليه وكذا {رَبِّ ٱجْعَلْنِي مُقِيمَ ٱلصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَتِي..} [40].

{ وَلاَ تَحْسَبَنَّ ٱللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ ٱلظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ ٱلأَبْصَارُ }
{وَلاَ تَحْسَبَنَّ ٱللَّهَ غَافِلاً..} [42] مفعولان.
اعراب آيات سورة ( إبراهيم )
{ مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَآءٌ }
قال أبو إسحاق {مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ..} [43] نصب على الحال. والمعنى ليوم تشخص فيه أبصارهم مهطعين أي مسرعين {لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ} رفع بيرتد {وَأَفْئِدَتُهُمْ} مبتدأ {هَوَآءٌ} خبره.

{ وَأَنذِرِ ٱلنَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ ٱلْعَذَابُ فَيَقُولُ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ رَبَّنَآ أَخِّرْنَآ إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ ٱلرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوۤاْ أَقْسَمْتُمْ مِّن قَبْلُ مَا لَكُمْ مِّن زَوَالٍ }
{وَأَنذِرِ ٱلنَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ ٱلْعَذَابُ فَيَقُولُ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ..} [44]
ليس لجواب الأمر ولكنه معطوف على يأتيهم أو مستأنف. وقد أشكل هذا على بعض النحويين حتَّى قال: لا يُنصَبُ جواب الأمر بالفاء، وهذا خلاف ما قال الخليل رحمه الله وسيبويه، وقد أنشد النحويون:
ياناقَ سِيرِي عَنَقاً فَسِيحَاً * إلى سُلَيمَانَ فَنَستَرِيحَا
وإنما امتنع النصب في الآية لأن المعنى ليس عليه {أَوَلَمْ تَكُونُوۤاْ أَقْسَمْتُمْ مِّن قَبْلُ مَا لَكُمْ مِّن زَوَالٍ} أي من زوالٍ عمّا أنتم عليه من الأمهال إلى الانتقام والمجازاة/ 115 أ/.

{ وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ ٱللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ ٱلْجِبَالُ }
{.. وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ ٱلْجِبَالُ} [46]
"إنْ" بمعنى "ما" وهذا يروى عن الحسن كذا، وأنّ مثلَهُ {فإن كُنتَ في شك مما أنزلناه إليك}، وكذا {قل إِن كان لِلرَّحمنِ ولَدٌ فأَنا أولُ العابِدِينَ} وقد قيل في هاتين الآيتين غير ما قال وذلك في مواضعهما، وقرأ مجاهد {وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ ٱلْجِبَالُ} بفتح اللام ورفع الفعل، وبه قرأ الكسائي، وكان محمد بن يزيد فيما حُكِي عنه يختار فيه قول قتادة. قال هذا لكفرهم مثلُ قوله جل وعز: {تكادُ السماواتُ يَتَفطّرنَ منه}. قال أبو جعفر: وكان أبو إسحاق يذهب إلى أن هذا جاء على كلام العرب لأنهم يقولون: لو أنكَ بلغتَ كذا ما وصلت إلى شيء وإن كان لا تبلغه وكذا في "إِنْ"، وأنشد سيبويه:
لَئِنْ كُنت في جُبٍّ ثَمَانِينَ قَامَةً * وَرُقِّيتُ أَسبَابَ السّماءِ بِسُلّمِ
وَرُوِيَ عن عمر وعلي وعبد الله رضي الله عنهم أنهم قَرءوا {وإن كاد مكرهم لَتزُولُ منه الجبالُ}، بالدال ورفع الفعل. والمعنى في هذا بين وإنما هو تفسير وليس بقراءة.
اعراب آيات سورة ( إبراهيم )
{ فَلاَ تَحْسَبَنَّ ٱللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ ذُو ٱنْتِقَامٍ }
{فَلاَ تَحْسَبَنَّ ٱللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ..} [47]
مجاز كما يقال: مُعطِي درهمٍ زيداً، وأنشد سيبويه:
تَرَى الثورَ فيها مُدخِلَ الظّلِّ رَأسَهُ * وسَائرهُ بادٍ إلى الشمّس أَجمَعُ

{ يَوْمَ تُبَدَّلُ ٱلأَرْضُ غَيْرَ ٱلأَرْضِ وَٱلسَّمَٰوَٰتُ وَبَرَزُواْ لِلَّهِ ٱلْوَاحِدِ الْقَهَّارِ }
{يَوْمَ تُبَدَّلُ ٱلأَرْضُ غَيْرَ ٱلأَرْضِ..} [48]
اسم ما لم يسم فاعله "غَيْرَ ٱلأَرْضِ" خبره. وفي معناه قولان: أحدهما أنها تُبدَّلُ أرضاً غَيرَ هذه وفي هذا أحاديث، والقول الآخر أنّ تبديلها أذهاب جبالها وجعلها قاعاً صفصفاً، وتبديلُ السماء انفطارها وانتثار كواكبها وتكوير شمسها، كما يقال: بَدّلتُ خاتمي أَي غَيّرتُهُ عَمّا كانَ عَلَيهِ.

{ وَتَرَى ٱلْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي ٱلأَصْفَادِ }
{.. مُّقَرَّنِينَ..} [49]
نصب على الحال {مُّقَرَّنِينَ} معطوفة أيديهم وأرجلهم إلى أعناقهم بالسلال والأغلال. والقَرَنُ بفتح الراء الحبلُ الذي يُجمَعُ به بينَ الشيئينِ. قال جرير:
* وابنُ اللّبونِ إذا ما لُزَّ في قَرَنٍ *
اعراب آيات سورة ( إبراهيم )
{ هَـٰذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُوۤاْ أَنَّمَا هُوَ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ }
{هَـٰذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ..} [52]
ابتداء وخبر أي هذا الوعظ قد بلغ لهم إِن اتَّعظُوا {وَلِيُنْذَرُواْ بِهِ} لام كي، والفعل محذوف لعلم السامع {وَلِيَعْلَمُوۤاْ أَنَّمَا هُوَ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ} عطف عليه.

اعراب آيات سورة ( الحجر )
{ الۤرَ تِلْكَ آيَاتُ ٱلْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُّبِينٍ }
{الۤرَ تِلْكَ آيَاتُ ٱلْكِتَابِ..} [1] التقدير هذا تلك آيات الكتاب..

{ رُّبَمَا يَوَدُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ }
{رُّبَمَا..} [2]
فيه ثمانية أوجه: قرأ الأعمش وحمزة والكسائي {رُبّما} مثقلة، وقرأ أهل المدينة وعاصم {رُبما} مخففة. والأصل التثقيل، والعرب تخفف المُثقّل ولا تثقل المخفف. وقال سيبويه: لو سميت رجلاً رُبَ مخففة ثم صغرته رددته إلى أصله فقلت: رُبَيْبٌ. قال إسماعيل بن إسحاق: حدثنا نصر بن علي عن أبيه عن الأصمعي قال: سمعت أبا عمرو بن العلاء يقرأ "ربما" مخففة ومثقلة. قال: التخفيف لغة أهل الحجاز والتثقيل لغة تميم وقيس وبكر. وحكى أبو زيد أنه يقال: رُبَّتَما ورَبَّتَما. وهذا على تأنيث الكلمة. فهذه أربع لغات وحكى أبو حاتم: رَبَمَا ورَبّما ورَبَتَما ورَبْتَما. ولا موضع لها من الإِعراب عند أكثر النحويين لأنها كافة جيء بها لأن ربّ لا يليها الفعل، فلما جئت بما وليها الفعل عند سيبويه لا غير الاّ في الشعر فإِنه يليها الابتداء والخبر، وأنشد.
صَدَدت فاطْولْتِ الصُّدُودَ وقلّما * وِصَالٌ على طُولِ الصُّدُودِ يَدومُ
والجيد قوله:
وطال ما وطَالَ ما وطالمــا * سَقَى بكفِّ خالدٍ وأَطعما
والذي حكيناه قول الخليل وسيبويه، وحكى1/ 115 ب/ لنا علي بن سليمان عن محمد بن يزيد أن هذا جائز في الكلام والشعر كما أن إنما يكون بعدها الفعل والابتداء والخبر، وسمعت محمد بن الوليد يقول: ليس في حروف الخفض نظير لرب لأن سبيل حروف الخفض أن يضاف بها قبلها [إلى ما بَعدَهَا وسَبِيلُ رب أن يضاف ما بعدَه من الفعل إلى ما قبلَهُ]، وزعم الأخفش أنه يجوز أن تكون "ما" في موضع خفض على أنها نكرة أي ربّ شيء أو ربّ وُدّ. يقال: وَدِدتُ أنّ ذلك كانَ، إذا تمنيتهُ وُدّاً لا غير، ووَدِدتُ الرجلَ، إذا أحببته وُدّاً، بضم الواو ومَوَدّةً وودَدَاَةً وَوِدَاداً.

{ ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ ٱلأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ }
{ذَرْهُمْ..} [3]
في موضع أمر فيه معنى التهديد، ولا يقال: وَذَرَ ولا واذر، والعلة فيه عند سيبويه أنهم استغنوا عنه بترك، وعند غيره ثقل الواو فلما وجدوا عنها مندوحة تركوها، {يَأْكُلُواْ} جواب الأمر {وَيَتَمتَّعُوا} عطف عليه.
اعراب آيات سورة ( الحجر )
{ وَمَآ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلاَّ وَلَهَا كِتَابٌ مَّعْلُومٌ }
{وَمَآ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلاَّ وَلَهَا كِتَابٌ مَّعْلُومٌ} [4]
في موضع الحال، وفي غير القرآن يجوز حذف الواو. ودلّ بهذا على أن كل مُهلَكٍ ومقتول فبأجله.

{ مَا نُنَزِّلُ ٱلْمَلائِكَةَ إِلاَّ بِٱلحَقِّ وَمَا كَانُواْ إِذاً مُّنظَرِينَ * إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا ٱلذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }
{مَا تُنَزِّلُ ٱلْمَلائِكَةَ إِلاَّ بِٱلحَقِّ..} [8] الأصل تَتَنزّلُ فحذفت إحدى التاءين تخفيفاً.
والأصل في {إِنَّا..} [9] إنّنا {نَحْنُ} في موضع نصب على التوكيد إِنّ ويجوز أن تكون في موضع رفع على الابتداء، ويجوز أن تكون لا موضع لها تكون فاصلة. {وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} اللام الأولى لام خفض والثانية لام توكيد ولم يحتج إلى فرقٍ في المُضمر لاختلاف العلامة.

{ كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ ٱلْمُجْرِمِينَ }
{كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ..} [12]
الكاف في موضع نصب نعت لمصدر، وقد تكلم الناس في المضمر ها هنا فقيل: هو كناية عن التكذيب، وقيل: عن الذكر، وقيل: هو مثل {وسْئَل القرية} أي عقوبته.
اعراب آيات سورة ( الحجر )
{ وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً مِّنَ ٱلسَّمَاءِ فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ * لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ }
{وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً مِّنَ ٱلسَّمَاءِ فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ..} [14]، [15]
ولغة هذيل "يَعرِجُونَ"، وفي المضمر قولان: أحدهما أن التقدير فظل الملائكة، والآخر أن التقدير ولو فتحنا على هؤلاء الكفار المعاندين باباً من السماء فأدخلناهم فيه لِيَعرُجُوا إلى السماء فيكون ذلك آية لتصديقك لَدَفعُوا العيان، وقالوا إنما سُكِّرَتْ أَبْصارُنَا وسُحِرنَا حتى رأينا الشيء على غير ما هو عليه، ويقال: سِكِرَ وسُكِّرَ على التكثير أي غُطِّي على عقله، ومنه قيل: سكرْان، وهو مشتق من السُّكْرِ.

{ وَحَفِظْنَاهَا مِن كُلِّ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ * إِلاَّ مَنِ ٱسْتَرَقَ ٱلسَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُّبِينٌ }
{وَحَفِظْنَاهَا مِن كُلِّ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ} [17] {إِلاَّ مَنِ ٱسْتَرَقَ ٱلسَّمْعَ..} [18]
{مَنْ} في موضع نصب. قال الأخفش: استثناء خارج، وقال أبو إسحاق: يجوز أن تكون "من" في موضع خفض، ويكون التقدير إلا ممن استَرقَ السمع.

{ وَٱلأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ }
{وَٱلأَرْضَ مَدَدْنَاهَا..} [19] على إضمار فعل.
اعراب آيات سورة ( الحجر )
{ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَن لَّسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ }
{وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَن لَّسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ} [20]
قال الفراء: "مَنْ" في موضع نصب والمعنى وجعلنا لكم فيها المعايش والاماء والعبيد. قال: ويجوز أن يكون "مَنْ" في موضع خفض أي ولمن لستم له برازقين، والقول الثاني عند البصريين لحن لأنه عَطفَ ظاهراً على مكنيّ مخفوض، ولأبي إسحاق فيه قول ثالث حَسَنٌ غريبٌ قال "مَنْ" معطوفة على تأويل لكم، والمعنى أعشناكم أي رزقناكم ورزقنا من لستم له برازقين.

{ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ }
{وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ..} [21]
أي نحن مالكون له وقادرون عليه، وقيل: يعني به المطر.

{ وَأَرْسَلْنَا ٱلرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَآ أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ }
{وَأَرْسَلْنَا ٱلرِّيَاحَ لَوَاقِحَ..} [22]
قد ذكرناه وقرأ طلحة ويحيى بن وثاب والأعمش وحمزة {وَأَرْسَلْنَا الريحَ لَوَاقِحَ} وهذا عند أبي حاتم لحن لأن الريح واحدة فلا تُنعَتُ بجمع. قال أبو حاتم: يقبح أن يقال: الريح لواقح. قال وأما قولهم: اليمينُ الفاجرةُ تَدَعُ الدارَ بلاقع. فإنما يعنون بالدار البلد كما قال عز وتعالى: {فأصبحوا في دارهم جاثمين}. وقال أبو جعفر: هذا الذي قاله أبو حاتم في قبح هذا غلط بين، وقد قال الله جل وعز: {والملكُ على أرجائِهَا} يعني الملائكة لا اختلاف بينَ أهل العلم في ذلك، وكذا الريح بمعنى الرياح، وقال سيبويه: وأما الفعل فأمثلةٌ أُخِذَتْ من لفظ/ 1116 أ/ أحداث الأسماء، وحكى الفراء في مثل هذا جاءت الريح من كل مكان يعني الرياح.
اعراب آيات سورة ( الحجر )
{ وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ }
{.. إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ} [25] حكيم في تدبيره عليم به.

{ وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ * وَٱلْجَآنَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ ٱلسَّمُومِ }
{وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ} [26]
قد ذكرناه. ومن أحسن ما قيل فيه قول ابن عباس رحمه الله قال: "مسنون" على الطريق، وتقديره على سَنَن الطريق وَسِنَنِهَا، وسُنَنِهَا، وإذا كان كذلك أنتنَ وتغيّرَ لأنه ماء منفرد.
ورُوِيَ عن الحسن أنه قرأ {والجَأنَّ خَلَقْنَاهُ..} [27] بالهمز كأنه كره اجتماع الساكنين. والأجود بغير همز ولا ينكر اجتماع ساكنين إذا كان الأول حرف مد ولين والثاني مدغماً. {وَٱلْجَآنَّ} نصب بإضمار فعل.

{ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ }
قوله {.. سَاجِدِينَ} [29] نصب على الحال.
اعراب آيات سورة ( الحجر )
{ فَسَجَدَ ٱلْمَلاۤئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ }
{فَسَجَدَ ٱلْمَلاۤئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ} [30]
مذهب الخليل وسيبويه أنه توكيد بعد توكيد، وقال محمد بن يزيد: أجمعون يفيد أنهم غير متفرقين. قال أبو إسحاق: هذا خطأ ولو كان كما قال لكان نصباً على الحال.

{ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَىٰ أَن يَكُونَ مَعَ ٱلسَّاجِدِينَ }
{إِلاَّ إِبْلِيسَ..} [31]
قال أبو إسحاق: استثناء ليس من الأول يذهب إلى قول من قال: إن إبليس ليس منَ الملائكة ولا كان منهم. وهذا قول صحيح يدلّ عليه أن الله جل وعز أَخبرنا أنه خلق الجانّ من نار والملائكة لم تخلق من نار.

{ قَالَ يٰإِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ ٱلسَّاجِدِينَ }
{.. مَا لَكَ أَلاَّ تَكُونَ..} [32] في موضع نصب.
اعراب آيات سورة ( الحجر )
{ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ ٱلْمُنظَرِينَ * إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْوَقْتِ ٱلْمَعْلُومِ }
{قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ ٱلْمُنظَرِينَ} [37] {إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْوَقْتِ ٱلْمَعْلُومِ} [38]
ليس إجابة له إلى ما سأل وإنما هو على التهاون به إذ كان لا يَصِلُ إلى صلال أحدٍ إلاّ من لا يُفلِحُ لو لم يُوسَوِسهُ.

{ قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي ٱلأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ }
{قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي} [39]
فيه أقوال: فمن أحسنها أن المعنى بما خيّبتنِي من الجنة يقال: غَوى إذا خاب وأغواه خَيّبَهُ ومنه:
* وَمَن يَغوِلا يَعْدَمْ على الغَيّ لائماً *

{ إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ ٱلْمُخْلَصِينَ }
{إِلاَّ عِبَادَكَ..} [40] نصب على الاستثناء.
اعراب آيات سورة ( الحجر )
{ قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ }
{قَالَ هَذَا صِرَاطٌ..} [41]
مبتدأ وخبر {عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ} من نعته. قال زياد بن أبي مريم: "عليّ" هي إليّ يذهب إلى أن المعنى واحد. قيل: فيه معنى التهديد أي إِليّ مرجعه وعلى طريقه، وقيل: على بيانه أي ضمان ذلك.

{ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلْغَاوِينَ }
{إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ..} [42]
الأصل في لَيْسَ عند سيبويه لَيسَ قال سيبويه: وأما ليس فَمُسكَّنةٌ من نحو صَيدَ كما قالوا: عَلْمَ ذاكَ. قال أبو جعفر: كان يجب على أصول العربية أن يقال: لاَسَ لِتَحرّكِ الياء وتَحَرّكِ ما قبلَهَا. قال سيبويه: فجعلوا إِعلالهُ إزالة الحركة؛ لأنه لا يقال منه: يَفعَلُ ولا فاعل ولا مصدر ولا اشتقاق، وكَثُرَ في كلامهم فلم يجعلوه كأخواته. يعني ما يعملُ عملَهُ. قال: فجعلوه كَلَيْتَ. قال أبو إسحاق: ولم يَتَصرّفْ ليس لأنه ينفى بها المستقبل والحال والماضي فلم يحتج فيها إلى تصرّفٍ. قال أبو جعفر: وسَمِعتُ محمد بن الوليد يقول: لَمّا ضارعت "ما" مُنِعتَ من التصريف.

{ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَٰناً عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَـٰبِلِينَ }
{وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ..} [47]
قال الكسائي: غلَّ يَغِلُّ من الشحناء، وغَلَّ يَغُلُّ من الغلول، وأَغلَّ يُغِلُّ من الخيانة، وقال غيره: معنى "وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ" أزلنا عنهم الجهل والغضب وشهوة ما لا ينبغي حتى زال التحاسد. {إِخواناً} على الحال.
اعراب آيات سورة ( الحجر )
{ وَنَبِّئْهُمْ عَن ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ }
{وَنَبِّئْهُمْ عَن ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ..} [51]
والتقدير عن أصحاب ضيف إبراهيم ولهذا لم يكثِّر ضيوف.

{ قَالُواْ لاَ تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ }
{قَالُواْ لاَ تَوْجَلْ..} [53]
ومن قال تاجل أبدَلَ من الواو ألفاً لأنها أخفّ، ومن قال: تيجل أبدل منها ياءاً لأنها أخفّ من الواو، ولغة بني تميم تيجَلُ ليدلّوا على أنه من فَعِلَ، ويقال: فلانٌ يِيْجَلْ، بكسر الياء، وهذا شاذ لأن الكسرة في الياء مستقلة ولكن فعل هذا لتنقلب الواو ياءاً.

{ قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَىٰ أَن مَّسَّنِيَ ٱلْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ * قَالُواْ بَشَّرْنَاكَ بِٱلْحَقِّ فَلاَ تَكُن مِّنَ ٱلْقَانِطِينَ * قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ ٱلضَّآلُّونَ }
{.. فَبِمَ تُبَشِّرُونَ} [54]
قراءة أكثر الناس، وقرأ نافع بكسر النون، وحكي عن أبي عمرو بن العلاء رحمه الله أنه قال كسر النون لحن، يذهب إلى أنه لا يقال: أنتم تقوموا فيحذف نون الاعراب. قال أبو جعفر: قد أجاز سيبويه والخليل مثل هذا. قال سيبويه: وقرأ بعض الموثوق بهم {قَالَ أَتُحَاجّوني} و {فَبِمَ تُبشرونِ} وهي قراءة أهل المدينة، والأصل عند سيبويه فبمَ تُبشِّرونِّ بإِدغام النون/ 116 ب/ في النون ثم استُثقِلَ الادغام فَحَذَفَ إحدى النونين ولم يحذِفْ نون الاعراب كما تأول أبو عمرو وانما حَذَفَ النون الزائدة. وأنشد سيبويه:
تَراهُ كالثَّغَامِ يُعَلُّ مسْكاً * يَسُوءُ الفالياتِ اذا فَلَينِي
وقال الآخر.
أَبِالموتِ الَّذِي لا بُدَّ أَنّي * مُلاَقٍ لا أَباكِ تُخوِّفينِي
وقرأ يحيى بن وثاب والأعمش {قَالُواْ بَشَّرْنَاكَ بِٱلْحَقِّ فَلاَ تَكُن مِّنَ ٱلْقَانِطِينَ} [55] وقرأ {.. وَمَن يَقنِطُ..} [56] وقرأ "من بَعدِ ما قَنِطُوا" جميعاً بالكسر وقرأ أبو عمرو والكسائي {قال ومن يَقنِطُ} بكسر النون و "قَنَطُوا" بفتح النون، وقرأ أهل الحرمين وعاصم وحمزة {قَالَ وَمَن يَقْنَطُ} بفتح النون، وقرؤوا {قَنَطُوا} بفتح النون، وقرأ الأشهب العقيلي {قَالَ وَمَن يَقْنُطُ} بضم النون. قال أبو جعفر؛ أبو عبيد القاسم بن سلام يختار قراءة أبي عمرو والكسائي في هذا، وزعم أنها أصحّ في العريبة، ورَدَّ قراءة أهل الحرمين وعاصم وحمزة لأنها على فَعَل يَفْعَلَ عنده، وكذا أنكر قَنَطَ يَقْنِطُ، ولو كان الأمر كما قال لكانت القراءتان لحناً، وهذا شيء لا يُعْلَمََ أنه يوجد أن يَجتمِعَ أهل الحرمين على شيء ثم يكون لحناً ولا سيما ومعهم عاصم معَ جلالته ومَحلِّهِ وعلمِهِ ومَوضعِهِ من اللغة، والقراءتان اللتان أنكرهما جائزتان حسنتان وتأويلهما على خلاف ما قال. يقال: قَنطَ يَقْنِطُ وَقُنطُ قُنُوطاً فهو قانطٌ، وقَنِطَ يَقنَطُ قَنَطاً فهو قَنِطٌ وقانطٌ. فإذا قرأ "ومن يَقنَطُ" فهو على لغة من قال: قَنِطَ يَقنَطُ، وإذا قرأ "ومن يَقنِطُ" فهو على لغة من قال: قَنَطَ يَقنِطُ مثل ضَرَبَ يَضرِبُ، وإذا قرأ يَقنَطوا فهو على لغة من قال: قَنِطَ يَقنَطُ مثل حَذِرَ يَحذَرُ فله أن يستعمل اللغتين، وأبو عُبَيْدٍ ضَيَّقَ ما هو واسع من اللغة ومعنى ومن يَقنِطُ من يَيأَسُ.
اعراب آيات سورة ( الحجر )
{ قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا ٱلْمُرْسَلُونَ }
{قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ..} [57] ابتداء وخبر.

{ قَالُواْ إِنَّآ أُرْسِلْنَآ إِلَىٰ قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ * إِلاَّ آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ }
{قَالُواْ إِنَّآ أُرْسِلْنَآ إِلَىٰ قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ} [58] {إِلاَّ آلَ لُوطٍ..} [59]
قال أبو اسحاق: استثناء ليس من الأول {إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ}.

{ إِلاَّ ٱمْرَأَتَهُ قَدَّرْنَآ إِنَّهَا لَمِنَ ٱلْغَابِرِينَ }
{إِلاَّ ٱمْرَأَتَهُ..} [60]
قال: استثناء من الهاء والميم. وتأَوَّلَ أبو يوسف هذا على أنه استثناء رُدّ على استثناء، وهو قول أبي عبيد القاسم بن سلاّم {قالوا إِنّا أُرسِلنَا إلى قومٍ مُجرِمينَ إلاّ آلَ لوطٍ} فاستثناهم من المجرمين إلا امرأته فاستثناها من قوم لوط فصارت مع المجرمين. قال كما تقول: له عَليَّ عَشرَةٌ إِلاّ أَربعَةً إِلاّ واحِداً، فيكون سبعةً لأنك استثنيت من الأربعة واحداً فصار مع الستة فصارت سبعة. قال أبو عبيد: كما تقول: إذا قال رجل لامرأته: أنتِ طالقٌ ثلاثاً إلاّ اثنتين الا واحدة فقد طلَّق ثنتين. قال أبو جعفر: الذي قال أبو يوسف كما قال عند أهل العربية، والذي قاله أبو عبيد عند حذاق أهل العربية لا يجوز. يقولون إِنَّهُ لا يُستَثنَى من الشيء نصفُهُ ولا أكثرُ من النصف ولا يتكلّم به أحد من العرب. والاستثناء عند الخليل وسيبويه التوكيد، لأنك إذا قلتَ: جاءني القومُ جاز أن يكون قد بقي منهم، فإذا قلتَ: كُلُّهُمْ أحطَت بهم، وكذا اذا قلت: جاءني القومُ جاز أن يكون زيد داخلاً فيهم فإِذا قلتَ: إِلا زيداً بَيّنتَ كما بيّنتَ بالتوكيد. ومعنى قولك: له عِندِي عَشرةٌ إِلا واحداً، له عندي عشرةٌ ناقصة، ولا يجوز أن يقال لخمسة ولا أقل منها عشرة ناقضة. {قَدَّرْنَآ إِنَّهَا} وقرأ عاصم {قَدَرْنَا} وفي التشديد معنى المبالغة أي كتبنا ذلك وأخبرنا به وعلِمنَا أنّها لَمِن الغابِرينَ قد ذكرناه ومن أحسن ما قيل فيه أن معنى الغابرين الباقون المتخلّفون عن الخروج معه من قولهم: غَبَرَ إِذا بقي، وهكذا قال أهل العربية في معنى {ولا يلتفِتْ منكم أحَدٌ إلاّ امَرأَتَكَ} إِن المعنى فأَسر بأهلِكَ إِلاّ امرأتك، ومن أحسن ما قيل في معنى {ولا يلتفتْ منكم أحدٌ إِلاّ امرأتك} أن/ 117 أ/ المعنى ولا يلتفت إلى ما خلّف وَلْيَخْرُجْ، وقد قيل: إِنه من الالتفات أي لا يكن منكم خروج فيلتفت.
اعراب آيات سورة ( الحجر )
{ قَالُواْ بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُواْ فِيهِ يَمْتَرُونَ }
{قَالُواْ بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُواْ فِيهِ يَمْتَرُونَ} [63]
أي بالعذاب الذي كانوا يشكّون فيه.

{ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ ٱلَّيلِ وَٱتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ وَٱمْضُواْ حَيْثُ تُؤْمَرُونَ }
{فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ..} [65]
من أسرى، ومن وَصَلَ جَعَلهُ من سرّى. لغتان معروفتان.

{ وَقَضَيْنَآ إِلَيْهِ ذَلِكَ ٱلأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلآءِ مَقْطُوعٌ مُّصْبِحِينَ }
{وَقَضَيْنَآ إِلَيْهِ ذَلِكَ ٱلأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلآءِ مَقْطُوعٌ..} [66]
قال الأخفش: "أَنَّ" في موضع نصب على البدل من الأمر، وقال الفراء هي في موضع نصب بسقوط الخافض أي قضينا اليه ذلك الأمر بهذا. قال وفي قراءة عبد الله {وقلنا إِن دَبِرَ هؤلاء} فلو قرأ قارئ على هذا بكسر انّ لجاز. {مُّصْبِحِينَ} نصب على الحال، والتقدير عند الفراء وأبي عبيد اذا كانوا مصبحين. قال أبو عبيد: كما تقول: أنتَ راكباً أحسنُ منك ماشياً. قال: وسَمعتُ أعرابياً فصيحاً من بني كلاب يقول: أنا لك صديقاً خَيرٌ منّي لك عدواً.
اعراب آيات سورة ( الحجر )
{ وَجَآءَ أَهْلُ ٱلْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ }
{وَجَآءَ أَهْلُ ٱلْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ} [67] في موضع نصب على الحال.

{ قَالَ إِنَّ هَؤُلآءِ ضَيْفِي فَلاَ تَفْضَحُونِ }
{قَالَ إِنَّ هَؤُلآءِ ضَيْفِي..} [68]
وُحِّدَ لأنه مصدر في الأصل ضِفْتُهُ ضَيْفاً أي نزلت به، والتقدير ذَوُو ضيفي. قال أبو اسحاق: المعنى أو لم نَنْهَكَ عن ضيافة العالمين، وقال غيره: المعنى أو لم ننهك عن أن تُجِيرَ أحداً علينا وتمنعنا منه.

{ لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ }
{لَعَمْرُكَ..} [72]
مبتدأ، والخبر محذوف لأن القسم باب حذف، والتقدير لعمرك قَسَمي {إِنَّهُمْ} بالكسر لأنه جواب القسم وأجاز جماعة من النحويين فَتحَهَا. {لَفِي سَكْرَتِهِمْ} أي جهلهم شُبّهَ بالسكر.
اعراب آيات سورة ( الحجر )
{ فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ }
{فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ} [73]
نصب على الحال. وأشرقوا صادفوا شروق الشمس أي طلوعها.

{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ }
{إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ} [75]
أي لعِظَاتٍ عن المعاصي والكفر للمستدلّين.

{ وَإِن كَانَ أَصْحَابُ ٱلأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ }
{وَإِن كَانَ أَصْحَابُ ٱلأَيْكَةِ..} [78]
لا اختلاف في صرف هذا والذي في "ق"، واختلفوا في الذي في "الشعراء" والذي في "ص" فقرأهما أهل المدينة بغير صرف، وقرأهما أهل البصرة وأهل الكوفة كذَينِكَ، وهذا هو الحق؛ لأنه لا فرق بَينَهُنّ والقصة واحدة، وإنما هذا كتكرير القصص في القرآن. فأما قول من قال: إِن أيكة اسم للقرية، وإن "ٱلأَيْكَةِ" اسم للبلد فَغَيرُ مَعرُوفِ ولا مشهور، فأمّا احتجاج من احتجّ بالسواد وقال: لا أصرف اللتين في "الشعرء" و "ص" لأنهما في الخط بغير ألفٍ فلا حُجّةَ له في ذلك وانما هذا على لغة من قال: جاءَني صاحِبُ زيدٍ لَسْوَدُ، يريد الأسود، فألقى حركة الهمزة على اللام فَتَحَرّكَتِ اللام وسقطت ألف الوصل لِتَحَرّكِها وَسَقَطَتِ الهمزة لَمّا أُلفِيَتْ حركتها على ما قبلها، وكذا لَيْكَةُ.
اعراب آيات سورة ( الحجر )
{ فَٱنتَقَمْنَا مِنْهُمْ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُّبِينٍ }
{.. وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُّبِينٍ} [79]
في معناه قولان: أحدهما أنّ الإِمامَ الكتاب الذي كتبه الله جل وعز لأنه قَبلَ الكتب كلّها، والآخر أنه الطريق لأنه يُؤتَم به.

{ وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ ٱلحِجْرِ ٱلْمُرْسَلِينَ }
{وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ ٱلحِجْرِ ٱلْمُرْسَلِينَ} [80] قيل: أصحاب الحِجْرِ قوم صالح.

{ وَكَانُواْ يَنْحِتُونَ مِنَ ٱلْجِبَالِ بُيُوتاً آمِنِينَ }
قرأ الحسن {وَكَانُواْ يَنْحِتُونَ..} [82] لأن فيه حرفاً من حروف الحلق والكسر أفصح.
اعراب آيات سورة ( الحجر )
{ وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ ٱلْمَثَانِي وَٱلْقُرْآنَ ٱلْعَظِيمَ * لاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَٱخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ }
{وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ ٱلْمَثَانِي وَٱلْقُرْآنَ ٱلْعَظِيمَ} [87]
في الحديث أن القرآن ها هنا هو الحمدُ لأن بعض القرآن قرآن {لاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ..} [88] أي لا تَتَمنَّينَّ نِعَمَهُمْ {وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ} أي على نعمتي عليهم. قال أبو اسحاق: ومعنى {وَٱخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ} أَلِنْ جناحك لمن آمن بك واتّبعَكَ.

{ كَمَآ أَنْزَلْنَا عَلَى ٱلْمُقْتَسِمِينَ * ٱلَّذِينَ جَعَلُواْ ٱلْقُرْآنَ عِضِينَ }
{كَمَآ أَنْزَلْنَا..} [90]
الكاف في موضع نصب أي {وقُلْ إِنّي أنا النَّذِيرُ المُبِينُ} عقاباً أو عذاباً مثل ما أنزلنا على المقتسمين {ٱلَّذِينَ جَعَلُواْ ٱلْقُرْآنَ عِضِينَ} [91] أبو عبيدة مَعْمَرُ بنُ المثّنى يذهب إلى أنّ "عضين" من عَضّيْتُ أي فَرّقتُ، وهو مشتق من العُضْوِ، والمحذوف عنده واو، والتصغيرُ عندَهُ عُضَيّة، والكسائي يذهب إلى أنه من عضَهْتُ الرجلَ أي رميتُهُ بالبهتان، والتصغير عنده عُضَيْهَةٌ. قال الفراء: العِضُونَ في كلام العرب السحر وانما جُمِعَ بالواو والنون عند البصريين عوضاً مما حُذِفَ منه وعند الكوفيين أنه كانَ يجِبُ أن يُجمَعَ على فُعُول فطلبوا الواو التي في فُعُول فجاءوا بها فقالوا عِضُون. قال الفراء: ومن العرب من يقول: عِضينُكَ يجعلُهُ بالياء على كلّ حال ويعرب النون، كما تقول: مضت سِنِينُكَ، وهي كثيرة في أسد وتميم وعامر، والعلّة عنده فيه أن الواو لَمّا وقَعَتْ مَوقعَ حرف ناقص توهّموا أنها واو فُعُول فأعربوا ما بعدها وقلبوها ياءاً كما قال بعض العرب في التاء حكاه عن أبي الجرّاح: سَمِعتُ لُغَاتَهُمْ، ولا تقول ذلك في الصالحات، ولا فيما حذِفَ من أوله نحو لِدّات.

{ فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ }
{فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} [92] توكيد للهاء والميم.
اعراب آيات سورة ( الحجر )
{ فَٱصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ ٱلْمُشْرِكِينَ }
قال أبو إسحاق {فَٱصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ..} [94] أي أبِنْهُ وأَظهِرهُ مشتقّ من الصَّدِيع وهو الصبح، والصدعُ في الزجاجة أن يَبِينَ بَعضُها من بَعضٍ {بِمَا تُؤْمَرُ} مصدر عن عند البصريين أي بأمرنا، وقال الكسائي: التقدير بما تؤمر به مثل {أَلا إِنّ عادا كَفَرُوا رَبَّهُمْ} أي بربّهم ثم حذفت الباء. قال أبو جعفر: لا يجوز حذف الباء عند البصريين في كلام ولا شعر، وقد أنشد: الكوفيون لجرير:
تَمُرّونَ الديارَ ولم تَعُوجُوا * كَلاَمُكُم عَلَيَّ إِذاً حَرامُ
وسمعت علي بن سليمان يقول: سمعت محمد بن يزيد يقول: سمعت عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير ينشد لجدّه:
* مَرَرتُمْ بالدّيارِ ولم تَعُوجُوا *

{ ٱلَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلـٰهاً آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ }
{ٱلَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلـٰهاً آخَرَ..} [96]
في موضع نصب على النعت للمستهزئين: ومعنى {وأَعرِضْ عن المُشرِكِينَ} أي عن إِجابتهم إِذا تَلَقّوك بالقبيح.

{ وَٱعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ ٱلْيَقِينُ }
{.. حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ ٱلْيَقِينُ} [99]
نصب بحتّى، ولا يجوز رفعه لأنه مستقبل، "واليقين" الموت لأن كلّ عاقل يُوقِنُ بِهِ.

Tidak ada komentar:

Posting Komentar