Selasa, 29 November 2011

I'rab Surat al Anfal

Agus Subandi,Drs.MBA

اعراب آيات سورة الأنفال
{ يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلأَنْفَالِ قُلِ ٱلأَنفَالُ لِلَّهِ وَٱلرَّسُولِ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }
{يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلأَنْفَالِ..} [1]
إن خَفّفتَ الهمزة ألقَيتَ حَرَكَتَهَا على السين وأسقَطْتَها، وقرأ سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه {يَسأَلُونَكَ ٱلأَنفالَ} يكون على التفسير وتعدّت يسألونك الى مفعولين {قُلِ ٱلأَنفَالُ للَّهِ} ابتداء وخبر {وَٱلرَّسُولِ} عطف {فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ} أي كونوا مجتمعين على أمر الله جل وعز، وفي الدعاء "أللّهُمّ أصلحْ ذَات البَيْنِ" أي الحال التي يَقَعُ بها الاجتماع {وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ} في الغنائم وغيرها.

{ إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ ءَايَٰتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَٰناً وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ }
{إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ..} [2]
ابتداء و "ما" كافة ويجوز في القياس النصب ومنعه سيبويه {ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} خبر الابتداء. وحكى سيبويه وجل يَوجلُ ويا جَلُ وييْجَلُ ويَيْجَلُ. قال أبو زيد: سألتُ خليلاً عن الذين قالوا: رأيتُ الزَيدانِ فقال: هذا على لغة من قال يا جَلُ.

{ ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ }
{ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلاَةَ..} [3] بدل من الذين الأول.
اعراب آيات سورة ( الأنفال )
{ أُوْلۤـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ }
{أُوْلۤـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُؤْمِنُونَ..} [4]
ابتداء وخبر {حَقّاً} مصدر {لَّهُمْ دَرَجَاتٌ} ابتداء أي منازل رفيعة في الجنة بقدر أعمالهم {وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} عطف.

{ كَمَآ أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِٱلْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ * يُجَادِلُونَكَ فِي ٱلْحَقِّ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى ٱلْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ }
{كَمَآ أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِٱلْحَقِّ..} [5]
من المُشْكِلِ ولأهلِ اللغَةِ فيها ستة أقوال: قال سعيد بن مسعدة أولئك المؤمنون حقاً كما أخرَجَكَ ربك من بيتك بالحق. قال: وقال بعض العلماء كما أخرجك ربك من بيتك بالحقّ فاتّقوا الله وأصلحُوا ذات بينكم، وقال الكسائي أي مجادلتهم الآن له كما أخرجكَ رَبّكَ من بَيتِكَ بالحقِّ. وقال أبو عُبَيْدة هو قَسمٌ أي والذي أخرجك من بيتك. قال أبو اسحاق: الكاف في موضع نصب أي الأنفال ثابتة لك كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وهم كارهون كذلك نُنَفّلُ من رأيت. فهذه خمسة أقوال. وقول أبي اسحاق هذا هو معنى قول الفراء لأن الفراء قال امض لأمرك في الغنائم ونَفّلْ من شئت وان كرهوا كما أخرجك ربك من بيتك بالحق، والقول السادس من أحسنها قال الله جل وعز {إنّما المؤمنونَ الذينَ إذا ذُكر اللهُ وجلتْ قُلُوبُهُمْ} الى {لهم مغفرةٌ ورزقٌ كريمٌ} فالمعنى هذا الوعد للمؤمنين حق كما أخرجك ربك من بيتك بالحقّ الواجب له فأنجِز وَعدَك وأظفّرك بِعُدوكَ فأوفّي لك لأنه قال جل وعز {وإِذ يَعِدُكُم الله إحدى الطائفتين أنّها لكم وتودّون} فكما أنجَزَ هذا الوعد في الدنيا كذا ما وعَدكُمْ بِهِ في الآخرة.
ومعنَى {يُجَادِلُونَكَ..} [6] يجادلك بَعضُهُمْ فعاد الضمير على البعض لأنهم قد ذُكِرُوا في الكُلِّ ومعنى بَعدمَا تَبَيّنَ أن النبي صلى الله عليه وسلم لما كان كل ما يخبرهم به يكون وجب عليهم أن يقبلوا منه كل ما يقوله وكان قد تبين لهم الحق.

{ وَإِذْ يَعِدُكُمُ ٱللَّهُ إِحْدَى ٱلطَّآئِفَتِيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ ٱلشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ ٱلْكَافِرِينَ }
{.. إِحْدَى ٱلطَّائِفَتِيْنِ..} [7]
مفعول ثان {أَنَّهَا لَكُمْ} بدل {وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ ٱلشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ} قال أبو عبيدة: أي غير ذات الحد. قال أبو اسحاق أي تودّون أن تظفروا بالطائفة التي ليست معها سلاح ولا فيها حرب يقال: فلانٌ شَاكٍ في السلاح وشَائِكٌ وشَاكٌ من الشّكَّةِ كما قال/ 84 ب/:
إمّا تَرَىْ شِكّتِي رُمَيْحَ أبي * سَعْدٍ فَقَدْ أحمِلُ السلاحَ مَعَا
اعراب آيات سورة ( الأنفال )
{ لِيُحِقَّ ٱلْحَقَّ وَيُبْطِلَ ٱلْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْمُجْرِمُونَ }
{لِيُحِقَّ ٱلْحَقَّ..} [8]
أي يحقّ وَعدَهُ {وَيُبْطِلَ ٱلْبَاطِلَ} أي كيد الكافرين.

{ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَٱسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِّنَ ٱلْمَلاۤئِكَةِ مُرْدِفِينَ }
{إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ..} [9]
لِقلّتكم في العدد أي اذكُرْ {فَٱسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّى} في موضع نصب أي بأنى، وقرأ عيسى بن عمر {إنّي} بمعنى: قال إني، وروي عن عاصم {أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِّنَ ٱلْمَلاۤئِكَةِ} كما تقول: فَلْسٌ وأَفلُسٌ {مُرْدَفِينَ} قراءة أبي جعفر وشيبة ونافع، وقرأ أبو عمرو وابن كثير وعاصم والأعمش والكسائي وحمزة {مُردِفِينَ} بكسر الدال. قال سيبويه: وقرأ بعضهم {مُرَدّفِينَ} بفتح الراء وتشديد الدال وبعضهم {مُرِدّفِينَ} بكسر الراء وبعضهم {مُردفِينَ} بضم الراء والدال مكسورة في القراءات الثلاث. "مُرْدَفِينَ" بفتح الدال فيها تقديران: يكون في موضع نصب على الحال من "كم" في ممدكم أي أردَفَ بهم المؤمنين وهذا مذهب مجاهد. قال مجاهد: اي مُمَدِّينَ. قال أبو جعفر: ويجوز أن يكون "مُرْدَفِينَ" في موضع خفض نعتاً للألف "ومُرْدفين" بكسر الدال، قال أبو عمرو: فيه أي أردفَ بَعضُهَم بعضاً، ورد أبو عبيد على أبي عمرو هذا القول وأنكر كَسرَ الدال واحتَجَّ أن معنى أردَفَت فلانٌ فلاناً جَعَلَهُ خلفَهُ. قال: ولا نعلم هذا في صفة الملائكة يَوْمَ بَدرٍ وأنكَرَ أن يكون أردف بمعنى رَدِفَ، قال لقول الله جل وعز {تَتبعُها الرادِفةُ} ولم يقل المردفة. قال أبو جعفر: لا يلزم أبا عمرو هذا الرد ولا تتأوّل قوله على ما تأوّلَهُ أبو عبيد ولكن المعنى في مُردِفينَ قَد تَقَدّمَ بَعضُهُمْ بعضاً. يقال: رَدِفتُهُ وأردَفْتُهُ بمعنى تَبِعتُهُ وأتبَعْتهُ. ولو كان كما قال أبو عبيد لكان معنى مُرْدَفِينَ بفتح الدال مُردَفِينَ خَلفَكُمْ وإِنما معنى مُردَفِينَ في آثاركم أي اتْبَعَ بعضُهُم بعضاً وهذا أقوى من قول من قال: مُردَفٌ بهِم المسلمون لأنّ ظاهر القرآن على خلافه والقراءة بِمُرْدِفينَ أَولَى لأن أهل التأويل على هذه القراءة يُفسِّرونَ أي أَردَفَ بَعضُهم بعضاً، وأما مُرَدَّفِينَ فتقديره عند سيبويه: مُرتَدفِينَ ثم أدغم التاء في الدال فألقى حركتها على الراء لئلا يلتقي ساكنان ومن قال: مُرِدِّفِينَ كسر الراء لالتقاء الساكنين ومن قال مردِّفِينَ بضم الراء لأن قبلها ضمةً كما تقول: رُدُّ يا هذا.

{ وَمَا جَعَلَهُ ٱللَّهُ إِلاَّ بُشْرَىٰ وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا ٱلنَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }
{وَمَا جَعَلَهُ ٱللَّهُ إِلاَّ بُشْرَىٰ..} [10]
مفعولان، ولم تنصرف "بُشرَى" لأن فيها أَلِفَ التأنيث {وَلِتَطْمَئِنَّ} لام كي والفعل محذوف لما دلّ عليه. {وَمَا ٱلنَّصْرُ} ابتداء، والخبر {إِلاَّ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} اسم "إن" وخبرها.
اعراب آيات سورة ( الأنفال )
{ إِذْ يُغَشِّيكُمُ ٱلنُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن ٱلسَّمَآءِ مَآءً لِّيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ ٱلشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ ٱلأَقْدَامَ }
{إِذْ يُغَشِّيكُمُ ٱلنُّعَاسَ..} [11]
مفعولان وهي قراءة أهل الحرمين وهي حسنة لأن بعده {وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم} {أَمَنَةً} مفعول من أجله ومصدر. يقال: أمَنَةً وأمْناً وأماناً {لِّيُطَهِّرَكُمْ} نصب بلام كي لأنها بدل من "أنْ" أو باضمار "أنْ" {وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ ٱلشَّيْطَانِ} عطف {وَلِيَرْبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ} عطف جملة على جملة أو مفرد وأعيدت اللام، {وَيُثَبِّتَ بِهِ} بالماء الذي أنزله الله جل وعز على الرمل يَومَ بدر حتى تَثبُتَ أقدَامُ المُسلِمِينَ وقد يكون به للرباط.

{ إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى ٱلْمَلاۤئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلرُّعْبَ فَٱضْرِبُواْ فَوْقَ ٱلأَعْنَاقِ وَٱضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ }
{إِذْ يُوحِي رَبُّكَ..} [12]
أي يُثَبّتُ به ذلك الوقت وقد يكون اذكُرْ {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى ٱلْمَلاۤئِكَةِ} {أَنِّي} في موضع نصب والمعنى بأني {مَعَكُمْ} ظرف ومن أَسكَنَ العين فهي عنده حرف. قال الأخفش: فاضربوا فوق الأعناق معناه فاضربوا الأعناق، وهذا عند محمد بن يزيد خطأ لأن فوقاً يفيد معنى فلا يجوز زيادتها ولكن المعنى أنهم أُبِيحُوا ضَربَ الوُجُوهِ وما قَرُبَ منها {وَٱضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ}. قال أبو اسحاق: واحد البنان بنانة وهي ها هنا الأصابع وغيرها من الأعضاء واشتقاق البنان من قولهم: أَيَنّ بالمكانِ إِذا أقام به، فالبنان يُعْتَمَلُ بِهِ ما يكونُ للإقامة والحياة.

{ ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ شَآقُّواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَن يُشَاقِقِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ }
{ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ شَآقُّواْ ٱللَّهَ..} [13]
{ذٰلِكَ} في موضع رفع/ 85 أ/ بالابتداء أَوْ خبر. والتقدير ذلك الأمر أو الأمر ذلك. {وَمَن يُشَاقِقِ ٱللَّهَ} جزم بالشرط، ويجوز {وَمَنَّ يُشاقِّ الله} كما قال:
فَغُضِّ الطَّرفَ إِنّكَ من نُمَيْرٍ * فَلاَ كَعْباً بَلَغتَ ولا كِلاَبا
ويجوز "وَمَن يُشاقَّ اللهَ"، والتقدير {شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ} له، وحذف له.
اعراب آيات سورة ( الأنفال )
{ ذٰلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ ٱلنَّارِ }
{ذٰلِكُمْ فَذُوقُوهُ..} [14]
كما تَقدَّم في الأول {وَأَنَّ} في موضع رفع بعطفها على ذلكم. قال الفراء: ويجوز أن يكون في موضع نصب بمعنى وبأنّ للكافرين قال: ويجوز أن يُضمر واعلَمُوا أنّ، قال أبو إسحاق: لو جاز إضمار واعلموا لجاز زيدٌ منطلقٌ وعمراً جالساً، بل كان يجوز في الابتداء: زيداً منطلقاً لأن المخبِرَ مُعْلِمُ وهذا لا يقوله أحد من النحويين.

{ يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِذَا لَقِيتُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ ٱلأَدْبَارَ }
{.. إِذَا لَقِيتُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً..} [15]
مصدر في موضع الحال.

{ فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ رَمَىٰ وَلِيُبْلِيَ ٱلْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاۤءً حَسَناً إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَىٰ فِئَةٍ فَقَدْ بَآءَ بِغَضَبٍ مِّنَ ٱللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ }
{وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ..} [16]
شرط {إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَىٰ فِئَةٍ} نصب على الحال {فَقَدْ بَآءَ بِغَضَبٍ مِّنَ ٱللَّهِ} مجازاة. {وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ} ابتداء وخبر.
وكذا {.. وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ قَتَلَهُمْ..} [17]
على قراءة من خفف "لكن" ومعنى "فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ قَتَلَهُمْ -" فلم تقتلوهم بتدبيركم ولكن الله قتلهم بالنصر، ونظير هذا أنّ رجلين لو كانا يتقاتلان ومعهما سيفان فجاء رجل وأخذ سيف أحدهما فَقَتَلَهُ الآخر لجاز أن يقال: ما قتل ذاك إِلاّ الذي أخذ سيفه. {مَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ رَمَىٰ} مثله ويجوز أن يكون المعنى وما رَمَيتَ بالرعب في قلوبهم إِذ رَمَيتَ بالحَصَى.
اعراب آيات سورة ( الأنفال )
{ ذٰلِكُمْ وَأَنَّ ٱللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ ٱلْكَافِرِينَ }
{ذٰلِكُمْ وَأَنَّ ٱللَّهَ مُوهِنٌ كَيْدِ ٱلْكَافِرِينَ} [18]
قراءة أهل الحرمين وأبي عمرو، وقراءة أهل الكوفة {مُوهِنٌ كَيْدَ ٱلْكَافِرِينَ} وفي التشديد معنى المبالغة، وروِيَ عن الحسن {مُوهِنُ كَيْدِ ٱلْكَافِرِينَ} بالإِضافة والتخفيف. والمعنى أنّ اللهَ جل وعز يُلقِي في قلوبهم الرُعبَ حتى يَتَشَتّتُوا أو يتفرقَ جمعهم.

{ إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَآءَكُمُ ٱلْفَتْحُ وَإِن تَنتَهُواْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَعُودُواْ نَعُدْ وَلَن تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلْمُؤْمِنِينَ }
{إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَآءَكُمُ ٱلْفَتْحُ..} [19]
في معناه ثلاثة أقوال: يكون مخاطبة للكفار لأنهم قالوا: اللّهُمَّ انصُرْ أحبَّ الفئتين اليك. {وَإِن تَنتَهُواْ} أي عن الكفر {وَإِن تَعُودُواْ} الى هذا القول {نَعُدْ} إلى نصر المؤمنين، وقيل: إن تَستَفْتِحُوا مخاطبة للمؤمنين أي تستنصروا فقد جاءكم النصر وكذا "وَإِن تَنتَهُواْ" أي وان تنتهوا عن مثل ما فعلتموه من أخذ الغنائم والأسرى قَبلَ الإِذنِ {فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ} وإِن تعودوا إلى مثل ذلك نَعُدْ الى توبيخكم كما قال جل وعز {لولا كتاب مِنَ اللهِ سَبَقَ لَمَسّكُمْ فيما أَخَذتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}، والقول الثالث أن يكون أن تَستَفْتِحُوا فقد جاءكم الفتح للمؤمنين وما بعده للكفّار {وَأَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلْمُؤْمِنِينَ} أي مع المؤمنين المطيعين وفتح {أنّ} بمعنى ولأنّ الله، والتقدير لكثرتها وأن الله، و "أنّ" في موضع نصب على هذا وقيل: هي عطف على {وأن الله مُوهّن} والكسر على الاستئناف.

{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ }
{يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ} [20]
ابتداء وخبر في موضع الحال والمعنى وأنتم تَسمَعُونَ ما يتلى عليكم من الحجج والبراهين.

اعراب آيات سورة ( الأنفال )
{ وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ }
{وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ..} [21]
الكاف في موضع نصب على الظَرفِ وخبر كان يكون "سَمِعْنَا" بمعنى قَبِلْنَا كما يقال: سمع الله لمن حمده، ويكون من سماع الأذن، ويكون بمعنى وهم لا يشعرون وهم لا يَتَدَبَّرُونَ ما سمعوا ولا يُفَكّرُونَ فيه فهم بمنزلة من لم يسمع.

{ إِنَّ شَرَّ ٱلدَّوَابِّ عِندَ ٱللَّهِ ٱلصُّمُّ ٱلْبُكْمُ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ }
{إِنَّ شَرَّ ٱلدَّوَابِّ..} [22]
والأصل أَشَرّ حُذِفَتِ الهمزة لكثرة الاستعمال وكذا خَيْر الأصل فيها أَخْيَرُ، {ٱلصُّمُّ ٱلْبُكْمُ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ} خبر "إِنّ" ونعت.

{ وَلَوْ عَلِمَ ٱللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُمْ مُّعْرِضُونَ }
{وَلَوْ عَلِمَ ٱللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لأَسْمَعَهُمْ..} [23]
أي لأسمعهم جواب كلّ ما يسألون عنه وَدَلّ على هذا ولو أسمعهم {لَتَوَلَّواْ وَّهُمْ مُّعْرِضُونَ} فخبر بالغيب عنهم.
اعراب آيات سورة ( الأنفال )
{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱسْتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ ٱللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ ٱلْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ * وَٱتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ }
{.. إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ..} [24]
حُذِفَتْ الضمّةُ مِنَ الياء لِثِقَلِهَا ولا يجوز الادغام {وَاعْلَمُواْ أَنَّ ٱللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ ٱلْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} {أنّ} في موضع نصب باعلموا، {وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} عطف. قال الفراء: ولو استؤنفَ فكُسِرَتْ "وإِنّهُ" لكان صواباً.
قال أبو جعفر: وقد ذكرنا {.. لاَّ تُصِيبَنَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ/ 85 ب/ خَآصَّةً..} [25].

{ وَٱذْكُرُوۤاْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي ٱلأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ ٱلنَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }
{.. إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ..} [26]
ابتداء وخبر {مُّسْتَضْعَفُونَ} نعت وكذا {تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ ٱلنَّاسُ} في موضع نصب.

{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ وَتَخُونُوۤاْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ }
{.. لاَ تَخُونُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ..} [27]
بغلول الغنائم ونَسَبَهَا إِلى اللهِ جل وعز لأنه الذي أمر بقسمها وإلى الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه المؤدِّي عن الله جل وعز والقَيّمُ بها {وَتَخُونُوۤاْ} في موضع جزم نَسقاً على الأول وقد يكون نصباً على الجواب كما يقال: لا تأكُلِ السمكَ وتَشْرَبَ اللّبَنَ.
اعراب آيات سورة ( الأنفال )
{ يِٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوۤاْ إِن تَتَّقُواْ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ ٱلْعَظِيمِ }
{.. إِن تَتَّقُواْ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً..} [29]
أي يجعل بينكم وبين الكفار فرقاناً بأن يَنصُرَكُم وَيُعِزّكُمْ وَيَخذُلَهُمْ وَيُذلَّهُمْ.

{ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ ٱللَّهُ وَٱللَّهُ خَيْرُ ٱلْمَاكِرِينَ }
{ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ..} [30]
أي واذكرْ هذا {لِيُثْبِتُوكَ} نصب بلام كي قيل معناه يحْبِسُونَكَ، وحكى بَعضُ أَهلِ اللغة أَثبَتَهُ إِذا جَرَحَهُ فلم يقدر أن يَبرَحَ، {أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ} عطف {وَيَمْكُرُونَ} مُستَأنَفٌ. {وَٱللَّهُ خَيْرُ ٱلْمَاكِرِينَ} ابتداء وخبر. والمعنى أنّ الله جل وعز إِنما مَكْرهُ أَن يَأتيهم بالعذابِ الذي يَستَحِقّونَهُ من حَيثُ لا يشعرون فهو خَيرُ الماكِرِينَ.

{ وَإِذْ قَالُواْ ٱللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـٰذَا هُوَ ٱلْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ أَوِ ٱئْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ * وَمَا لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمُ ٱللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ وَمَا كَانُوۤاْ أَوْلِيَآءَهُ إِنْ أَوْلِيَآؤُهُ إِلاَّ ٱلْمُتَّقُونَ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ }
{وَإِذْ قَالُواْ ٱللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـٰذَا هُوَ ٱلْحَقَّ مِنْ عِندِكَ..} [32]
خبر كان و {هُوَ} عند الخليل وسيبويه فاصلة. قال أبو جعفر: وسَمِعتُ أبا اسحاق يفسر معنى فاصلة قال: لأنه إِنما جيء بها لِيَعْلَمَ أنّ الخبر معرفة أو ما قارب المعرفة وأن {ٱلْحَقَّ} ليس بنعتٍ وإِنّ {كَانَ} ليست بمعنى وقع وقال الأخفش: {هُوَ} صلة زائدة كزيادة "ما" وقال الكوفيون {هُوَ} عماد. قال الأخفش: وبنو تميم يرفعون فيقولون: إِنْ كانَ هذا هُوَ الحقُّ من عندك. قال أبو جعفر: يكون {هُوَ} ابتداءً و "ٱلْحَقَّ" خبره والجملة خبر كان.
وقد ذكرنا {وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ .. } [33] بنهاية الشرح.
قال الأخفش: {وَمَا لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمُ ٱللَّهُ..} [34] أن فيه زائدة.
قال أبو جعفر: ولو كان كما قال لرفع يعذبهم و {أنْ} في موضع نصب والمعنى وما يَمنَعُهم من أن يُعذَّبُوا فدخلت "أنْ" لهذا المعنى. {وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ} ابتداء وخبر، وكذا {إِنْ أَوْلِيَآؤُهُ إِلاَّ ٱلْمُتَّقُونَ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} وعليهم أن يعلموا، وقيل لا يعلمون أنهم يُعَذَّبُونَ في الآخرة. ويجوز أن يغفر لهم، وقيل لا يعلمون أن المتَّقِينَ أولياؤه.
اعراب آيات سورة ( الأنفال )
{ وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ ٱلْبَيْتِ إِلاَّ مُكَآءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُواْ ٱلْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ }
{وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ..} [35]
اسم كان {إِلاَّ مُكَآءً} خبر. قال أبو حاتم: قال هارون وبلغني أن الأعمش قرأ {وَمَا كَانَ صَلاَتَهُمْ عِندَ ٱلْبَيْتِ إِلاَّ مُكَآءً وَتَصْدِيَةٌ}. قال أبو جعفر: قد أجاز سيبويه مِثلَ هذا على انه شَاذّ بعيد لأنه جَعَلَ اسم كان نكرةً وخَبَرها معرفةً وأنشد سيبويه:
أَسَكرانُ كانَ ابنَ المراغَةِ إِذ هَجَا * تَمِيماً بِبَطْنِ الشّامِ أَم مُتَساكِر
وأنشد:
فإنّك‌َ لا تُبـَالي بَعْدَ حَولٍ * أَظَبْيٌ كانَ أمَّكَ أَمْ حِمَارُ
قال أبو أعفر: وأَبينُ من هذا وإن كان قد وصل النكرة قوله:
* ولايَكَ موقفٌ مِنكِ الودَاعا *
وكذا:
* يكُونُ مِزَاجَهَا عَسَلٌ وَمَاءُ *
وإن كان علي بن سليمان قد قال: التقدير مزاجاً لها. وتَصدِيةً، من صَدَّ يَصِدّ إِذا ضَجَّ فأبدلَ من احدى الدالين ياءاً.

{ لِيَمِيزَ ٱللَّهُ ٱلْخَبِيثَ مِنَ ٱلطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ ٱلْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىٰ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْخَاسِرُونَ }
{لِيَمِيزَ..} [37]
نصب بلام كي و {يُمَيّزَ} على التكثير، {وَيَجْعَلَ} {فَيَرْكُمَهُ} عطف.

{ قُل لِلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُمْ مَّا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُواْ فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الأَوَّلِينَ }
{.. إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُمْ..} [38]
شرط ومجازاة، وكذا {وَإِنْ يَعُودُواْ فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ} أي مَضتْ سُنة الأولي في عذاب المصرّين على معاصي الله جل وعز.
اعراب آيات سورة ( الأنفال )
{ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لله فَإِنِ انْتَهَوْاْ فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }
{.. حَتَّىٰ لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ..} [39]
اسم تكون وهي بمعنى تَقَعُ وكذا {وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ للهِ}.

{ وَإِن تَوَلَّوْاْ فَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَوْلاَكُمْ نِعْمَ ٱلْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ ٱلنَّصِيرُ }
{.. نِعْمَ ٱلْمَوْلَىٰ..} [40]
رفع بنعم لأنها فِعْلٌ. قال أبو عمر الجرمي والدليل على أنها فِعلٌ قول العرب: نِعْمَتْ فأثبتوا التاء وكذا {وَنِعْمَ ٱلنَّصِيرُ}.

{ وَٱعْلَمُوۤا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْيَتَامَىٰ وَٱلْمَسَاكِينِ وَٱبْنِ ٱلسَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنْتُمْ بِٱللَّهِ وَمَآ أَنزَلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا يَوْمَ ٱلْفُرْقَانِ يَوْمَ ٱلْتَقَى ٱلْجَمْعَانِ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * إِذْ أَنتُمْ بِالْعُدْوَةِ ٱلدُّنْيَا وَهُم بِٱلْعُدْوَةِ ٱلْقُصْوَىٰ وَٱلرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدتُّمْ لاَخْتَلَفْتُمْ فِي ٱلْمِيعَادِ وَلَـٰكِن لِّيَقْضِيَ ٱللَّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَىٰ مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ }
{وَٱعْلَمُوۤا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِّن شَيْءٍ..} [41]، [42]
"مَا" بمعنى الذي والهاء محذوفة، ودخلت الفاء لأنّ في الكلام معنى المجازاة وأنّ الثانية توكيد للأولى ويجوز كسرها {خُمُسَهُ} اسم إِنّ {يَوْمَ ٱلْفُرْقَانِ يَوْمَ ٱلْتَقَى ٱلْجَمْعَانِ} ظرفان، وكذا {إِذْ أَنتُمْ بِالْعُدْوَةِ ٱلدُّنْيَا..} [42] والجمع عُدًى ومن قال: عِدْوَة قال: عِدًى مِثلُ لَحْية ولِحًى ويقال: "القُصْيَا" والأصل الواو. {ٱلرَّكْبُ} ابتداء قيل: يعني به الابل التي كانت/ 86 أ/ تحمل أمتِعَتهمْ وكانت في موضع يأمنون عليها توفيقاً من الله جل وعز فذكرهم نعمه عليهم وقيل: يعني عير قريش {أَسْفَلَ مِنكُمْ} ظرف في موضع الخبر أي موضعاً أسفل منكم، وأجاز الأخفش والكسائي والفراء والركب أَسفَلُ منكم. أي أَشدُّ تسفلا منكم. والركب جَمعُ راكبٍ ولا تقول العرب: ركبٌ إلا للجماعة الراكبي الابل، وحكى ابن السكيت وأكثر أهل اللغة أنه لا يقال: راكبٌ وركبٌ إِلاّ للذين على الابل خاصةً، ولا يقال: لمن كان على فَرسٍ أو غيرها راكب. {وَلَوْ تَوَاعَدتُّمْ لاَخْتَلَفْتُمْ فِي ٱلْمِيعَادِ} أي لم يكن يقع الاتفاق فَوفّق الله جل وعز لكم، {لِّيَقْضِيَ ٱللَّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً} من نصر المؤمنين و {لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ} لام كي والتقدير ولكنْ جَمَعكُمْ هُنالِكَ لِيَقضيَ أمراً، لِيَهلِكَ هذه اللام مكررة على اللام في لِيَقضيَ، و {مَنْ} في موضع رفع {وَيَحْيَا} في موضع نَصبٍ {مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ} هذه قراءة أبي عمرو وابن كثير وحمزة وهي اختيار سيبويه وأبى عُبَيْدٍ، فأما احتجاج أبي عبيد فإنه في السواد بياء واحدة، قال أبو جعفر: هذا الاحتجاج لا يلزم لأن مِثلَ هذا الحذف في السواد، ولكن اجتماع النحويين الحُذّاقِ في هذا أنه لمّا اجتَمَع حرفانِ على لفظ واحد كان الأولى الإدغام كما يقال: جَفّ، وقرأ نافع وعاصم {من حَيىَ عن بَيّنةٍ} والحجة لهما أنه لا يجوز الإِدغام في المستقبل فَأتبَعُوا المستقبلَ الماضي وقد أجاز الفراء الادغام في المستقبل وأن يدغم يحيَّى. وهذا عند جميع البصريين من الخطأ الكبير ومثلهُ لا يجوز في شعر ولا كلام والعِلّةُ في منعه أنك إِذا قلتَ: يَحْيى فالياء الثانية ساكنة فلم يجتمع حرفان متحركان فَيُدغَم وقد كان الاختيار لم يَجِففْ وإِنْ كان يجوز لم يَجِفّ ولم يَجَفّ فيجوز الادغام، فأما في يَحْيَى فلا يجوز وأيضاً فإنّ الياء تُحذَفُ في الجزم فهذا مخالف لِيَجِفَّ ولا يجوز أيضاً الادغام في {أَليس ذلك بقادرٍ على أَن يُحيي الموتى} لأن الحركة عارضة.
اعراب آيات سورة ( الأنفال )
{ إِذْ يُرِيكَهُمُ ٱللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلاً وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيراً لَّفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي ٱلأَمْرِ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ * وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ ٱلْتَقَيْتُمْ فِيۤ أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِيۤ أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ ٱللَّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً وَإِلَى ٱللَّهِ تُرْجَعُ ٱلأُمُورُ }
{إِذْ يُرِيكَهُمُ ٱللَّهُ..} [43]
ظرف، وكذا {وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ..} [44] وجاء مُتّصلاً لأنك بدَأتَ بالأقربِ وأجاز يونس {يُريكُمْهُمْ}.

{ وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَٱصْبِرُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّابِرِينَ }
{.. وَلاَ تَنَازَعُواْ..} [46]
نهى {فَتَفْشَلُواْ} نصب لأنه جواب النهي ولا يُجِيزُ سيبويه حذف الفاء والجزم وأجَازَهُ الكسائي.

{ وَلاَ تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِم بَطَراً وَرِئَآءَ ٱلنَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ }
{وَلاَ تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِم بَطَراً..} [47]
مصدر في موضع الحال. ومعنى البطر في اللغة التقوية وبِنِعمَ الله جل وعز ما ألبَسهُ الله جل وعز من العافية على المعاصي.
اعراب آيات سورة ( الأنفال )
{ وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ ٱلْيَوْمَ مِنَ ٱلنَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ فَلَمَّا تَرَآءَتِ ٱلْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيۤءٌ مِّنْكُمْ إِنَّيۤ أَرَىٰ مَا لاَ تَرَوْنَ إِنَّيۤ أَخَافُ ٱللَّهَ وَٱللَّهُ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ }
{.. وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ..} [48]
يُجمَعُ جار أجواراً وجيراناً وفي القليل جيرة. {إِنَّيۤ أَخَافُ ٱللَّهَ} قيل: خاف أن ينزل به بلاء.

{ إِذْ يَقُولُ ٱلْمُنَافِقُونَ وَٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ غَرَّ هَـٰؤُلاۤءِ دِينُهُمْ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ فَإِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }
{إِذْ يَقُولُ ٱلْمُنَافِقُونَ وَٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ..} [49]
قيل: المنافقون الذين أظهروا الإيمان وأبطنوا الكُفر، والذين في قلوبهم مرض الشاكون وهم دون المنافقين، وقيل: هما واحد وهذا أوْلى ألا تَرَى إلى قوله جل وعز {الذينَ يُؤمِنُونَ بالغَيبِ} ثم قال جل وعز {والذينَ يُؤمِنونَ بما أنزِلَ إليكَ} وهما لواحد، وكذا {إنّ المسلمينَ والمسلمات والمؤمنين والمؤمناتِ}.

{ وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ يَتَوَفَّى ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلْمَلاۤئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُواْ عَذَابَ ٱلْحَرِيقِ }
{وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ يَتَوَفَّى ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلْمَلاۤئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ..} [50]
يكون هذا عند الموت وقد يكون بيوم القيامة حين يصيرون بهم إلى النار، وجوب "لو" محذوف وتقديره لرأيت أمراً عظيماً وأنشد سعيد الأخفش:
إن يكُنْ طبَّكِ الدَّلالُ فَلو في * سَالِفِ الدّهْر والسّنينَ الخَوالي
وقرأ الأعرج {تَتَوَفَّى} على تأنيث الجماعة {يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ} في موضع الحال. قال الفراء: المعنى ويقولون {ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلْحَرِيقِ}.
اعراب آيات سورة ( الأنفال )
{ ذٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ ٱللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّٰمٍ لِّلْعَبِيدِ }
{ذٰلِكَ..} [51]
في موضع رفع أي الأمر ذلك {بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ} خفض بالياء {وَأَنَّ ٱللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ} في موضع خفض نسق على {ما}، وإِنْ شِئتَ نَصبتَ بمعنى وبأنّ وحذفت الباء بمعنى وذلك أنّ الله، ويجوز أن يكون في موضع رفع نسقاً على ذلك.

{ كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَفَرُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ ٱللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ }
{كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ..} [52]
أي العادة في تعذيبهم عند قبض الأرواح وفي القبور كعادة آل فرعون، {وَٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ} من الكفار وبعد هذا أيضاً {كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ..} [54] وليس هذا بتكرير لأن الأول للعادة في التعذيب والثاني للعادة في التغيير.

{ إِنَّ شَرَّ ٱلدَّوَابِّ عِندَ ٱللَّهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ }
{إِنَّ شَرَّ ٱلدَّوَابِّ عِندَ ٱللَّهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ..} [55]
اسم "إنّ" وخبرها، وهو مَخْصُوصٌ وقد بينهُ/ 86 ب/ جل وعز بقوله {ٱلَّذِينَ عَاهَدْتَّ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لاَ يَتَّقُونَ..} [56].
اعراب آيات سورة ( الأنفال )
{ فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي ٱلْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ }
{فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ..} [57]
شَرطٌ ودَخَلتِ النون توكيداً وصَلَحَ ذلك في الخبر لمّا دَخَلتْ {ما} هذا قول البصريين، وقال الكوفيون: تدخل النون الثقيلة والخفيفة مع إمّا في المجازاة للفرق بين المجازاة والتَخْيِير. {فَشَرِّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ} قال الكسائي: {مَنْ} بمعنى الذي. قال أبو اسحاق: المعنى افعَلْ بهم فِعلاً مِنَ القتلِ تَفرّقُ به مَنْ خَلفَهُمْ. {لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ} أي يتذّكرون توعدك إياهم.

{ وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَٱنْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَآءٍ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلخَائِنِينَ }
{وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَٱنْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَآءٍ..} [58]
قال الكسائي: السواء العدل، وقال الفراء: يقال: معناه افعَلْ بهم كما يفعلون سواءاً، قال: ويقال: معنى {فَٱنْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَآءٍ} جهراً لا سِرّاً. قال أبو جعفر: هذا من مُعجِزِ ما جاء في القرآن مما لا يُوجَدُ في الكلامِ مِثلُهُ على اختصاره وكثرة معانيه، والمعنى إمّا تَخَافَنَّ من قوم بَينَكَ وبَيْنَهُمْ عَهدٌ خِيَانةً فانبذْ إليهم العهدَ أي قُلْ قد نبذتُ اليكم عَهدَكُمْ وأنا مقاتلكم ليعلموا ذلك فيكونوا مَعَكَ في العلم سَواءاً، ولا تُقاتِلْهُمْ وبَيْنَكَ وبَينَهُمْ عهد وهم يتقون بم فيكون ذلك خيانة ثم بَيّنَ هذا بقوله {إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلخَائِنِينَ}.

{ وَلاَ يَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ سَبَقُوۤاْ إِنَّهُمْ لاَ يُعْجِزُونَ }
{وَلاَ تَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ سَبَقُوۤاْ..} [59]
اسم تَحسبَنّ وخبره، وقرأ حمزة {وَلاَ يَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ سَبَقُوۤاْ} فزعم جماعة من النحويين منهم أبو حاتم أن هذا لحن لا تحلّ القراءة به ولا يُسمَعُ لمن عَرَفَ الاعراب أو عُرّفَهُ. قال أبو جعفر: وهذا تَحَاملٌ شَديدٌ وقد قال أبو حاتم أكثر من هذا قال: لأنه لم يأتِ ليَحسبَنّ بمفعول وهو يحتاج إلى مفعولين. قال أبو جعفر: القراءة تجوز ويكون المعنى ولا يَحسَبَنّ مَنْ خَلَفَهُمْ الذينَ كَفروا سَبقُوا فيكون الضمير يعود على ما تَقدّم إِلاّ أنّ القراءة بالتاء أبيَنُ. قال الفراء: وفي حَرفِ عبد الله بن مسعود {وَلاَ يَحسَبَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ أنهم سَبَقُوۤاْ أنَّهُمْ لاَ يُعْجِزُونَ} ويروى {ولا تَحسَبَ ٱلَّذِينَ} بفتح الباء، وهذا على ارادة النون الخفيفة كما قال الشاعر:
وَسَبّحْ على حِينِ العَشيّاتِ والضُّحَى * ولا تَحْمَد المُثرِينَ واللهَ فاحْمَدَا
وإنْ شئتَ كَسَرت الدال، وقرأ عبد الله بن عامر {أَنَّهُمْ لاَ يُعْجِزُونَ} بفتح الهمزة، واستَبْعَدَ أبو حاتم وأبو عُبَيْدٍ هذه القراءة قال أبو عبيد: وإِنما تجوز على أن يكون المعنى ولا تَحسبَنّ الذين كفروا أنهم لا يُعجِزُون. قال أبو جعفر: الذي ذكره أبو عبيد لا يجوز عند النحويين البصريين لا يجوز حَسَبتُ زيداً أنه خارج إلاّ بكسر إن، وإِنما لم يجز لأنه في موضع المبتدأ كما تقول: حَسَبْتُ زيداً أبوه خارج، ولو فَتحتَ لصار المعنى حَسَبْتُ زيداً خروجه، وهذا محال، وفيه أيضاً من البعد أنه لا وجه لما قاله يَصِحُّ به معنى إلاّ أن تجعل "إلاّ" زائدة، ولا وجه لتَوجِيهِ حَذفٍ في كتاب الله جل وعز إلى التطول بغير حجة يجب التسليم لها، والقراءة جيدة على أن يكون المعنى لأنهم لا يُعجزون، وزعم الفراء أنه تجوز قراءة حمزة على اضمار "أن" يكون المعنى ولا يحسبن الذين كفروا أن سبَقُوا قال أبو جعفر: لا يجوز اضمار "أن" إلا بعوض ومن أضمرها فقد أضمر بعض اسم وقد شَبّهَ الفراء هذا بقولهم: عسى يقوم زيدٌ، وهو لا يُشبِهُهُ لأن "أنْ" لو كانت ههنا مضمرة لنصبت يقوم، وقد ذكرنا أنه من قرأ {لاَ يُعْجِزُونَ} بكسر النون فقد لَحَنَ.

اعراب آيات سورة ( الأنفال )
{ وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُمْ مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ ٱلْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ ٱللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ }
{وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُمْ..} [60]
كل ما تعدّه لصديقك من خير أو لعدوك من شر فهو داخل في عُددكَ. وقرأ الحسن {تُرّهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ ٱللَّهِ} على التكثير، وقرأ أبو عبد الرحمن {عدوّاً لله} {وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ} عطف على عدو ويجوز أن يكون عطفاً على وأعدوا لهم بإضمار فعل.

{ وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَٱجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ }
{وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَٱجْنَحْ لَهَا..} [61]
لأن السلم مؤنّثةٌ ويجوز أن يكون التأنيث لِلفَعْلَةِ، وحكى أبو حاتم {فَٱجْنَحْ} لها.

{ يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ حَسْبُكَ ٱللَّهُ وَمَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ }
{يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ حَسْبُكَ ٱللَّهُ..} [64]
ابتداء وخبر أي كافيك الله، ويقال: أحسَبهُ إذا كفاه {وَمَنِ ٱتَّبَعَكَ} في موضع نصب معطوف على الكاف في التأويل أي يكفيك الله/ 87 أ/ ويكفي مَنِ اتّبَعَكَ كما قال:
إذا كانتِ الهَيجاءُ وانشَقّتِ العَصَا * فَحَسْبُكَ والضّحّاكُ سَيْفٌ مُهَنّدُ
ويجوز أن يكون {مَنِ ٱتَّبَعَكَ} في موضع رفع، وللنحويين فيه على هذا ثلاثة أقوال: قال أبو جعفر: سَمِعتُ علي بن سليمان يقول: يكون عطفاً على اسم الله جل وعز أي حسبك الله ومن اتّبعكَ قال: ومثله قول النبي صلى الله عليه وسلم "يكفِينِهِ اللهُ وأبناءُ قَيْلة" والقول الثاني أن يكون التقدير ومن اتبعكَ من المؤمنين كذلك على الابتداء واخبر كما قال الفرزدق.
وَعَضُّ زمانٍ يا ابنَ مَروان لَمْ يَدَعْ * مِنَ المالِ إِلاّ مَسَحتاً أَوْ مُجلَّفُ
والقولُ الثالثُ أحسنُها أن يكون على اضمار بمعنى وحسبك من اتّبعَكَ منَ المؤمنينَ وهكذا الحديث على اضمار ومن كفى. القول الأول لأنه قد صَحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نَهى أن يقال: ما شاء الله وشِئتُ، والقول الثاني فالشاعر مُضطَرّ فيه إِذا كانت القصيدة مرفوعة وإِن كان فيه غير هذا.
اعراب آيات سورة ( الأنفال )
{ يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ حَرِّضِ ٱلْمُؤْمِنِينَ عَلَى ٱلْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُنْ مِّنكُمْ مِّئَةٌ يَغْلِبُوۤاْ أَلْفاً مِّنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ }
{.. إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ..} [65]
اسم "يَكُنْ" فإن قال قائل: لم كُسرَ أول العشرين وفتح أول ثلاثين وما بعده إلى ثمانين إِلاّ ستين؟ فالجواب عند سيبويه أنّ عشرين من عشرة بمنزلة اثنين من واحد فكُسرَ أول عشرين كما كسر اثنان والدليل على هذا قولهم ستّون وتسعون كما قيل: سِتَّةٌ وتِسْعَة.

{ ٱلآنَ خَفَّفَ ٱللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِن يَكُنْ مِّنكُمْ مِّئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوۤاْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ مَعَ ٱلصَّابِرِينَ }
قرأ أبو جعفر {.. وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً..} [66] كما يقال كَرِيمٌ وكُرَمَاء، وقراءة أهل المدينة وأبي عمرو {ضُعْفاً} وهو اختيار أبي حاتم وأبي عُبَيْدٍ. قال أبو عبيد: لكثرة من قرأ بها وأنها قراءة النبي صلى الله عليه وسلم ومن اتّبعَهُ عليها، وهذا الكلامُ وإن كان أبو عُبَيْدٍ رحمه الله معلوما منه أنه لم يقصد الا الى خير وإنما يقال: ومن اتّبَعَهُ فيمن يجوز أن يُخَالَفَ، وإسناد الحديث ليس بذاك. وقال أبو عمرو بن العلاء: الضُعْفُ لُغةُ أهل الحِجَازِ، والضَّعْفَ لُغةُ تميم فأمّا التفريقُ بَنيَهُمَا فلا يَصحُّ أعني في المعنى.

{ مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَىٰ حَتَّىٰ يُثْخِنَ فِي ٱلأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ ٱلدُّنْيَا وَٱللَّهُ يُرِيدُ ٱلآخِرَةَ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }
{.. أَن تَكُونَ لَهُ أَسْرَىٰ..} [67]
وتكون على تأنيث الجماعة وجمع أَسرَى أُسَارَى وأَسَارَى. {تُرِيدُونَ عَرَضَ ٱلدُّنْيَا} أي المغانم والفداء، {وَٱللَّهُ يُرِيدُ ٱلآخِرَةَ} أي يريد لكم ثواب الآخرة لأنه خير لكم.
اعراب آيات سورة ( الأنفال )
{ لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ ٱللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَآ أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }
{لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ ٱللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَآ أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ..} [68]
فيه خمسة أجوبة: فمن أَحسَنِهَا أنّ المعنى لولا كتاب من الله سبق بأنه يغفر الصغائر لمن اجتنب الكبائر لعذبكم، وقيل: المعنى لولا كتاب من الله نزل وهو القرآن فآمنتم به فاستَحْقَقْتُمُ العَفوَ والصفح لعذبكم، وقيل: المعنى لولا أنّ الله جل وعز كتب ألا يعذب الا بعد الإنذار والتقدم لعذبكم، وقيل لولا أنّ الله جل وعز كتب أنه سيحل لكم المغانم لعذبكم، والجواب الخامس أن المعنى لولا أنّ الله جل وعز كتب أنه يغفر لأهل بدر ما تَقَدّمَ من ذنوبهم وما تأخر لعذبكم. ومعنى {لَّوْلاَ} في اللغة امتناع شيء لوقوع شيء. و {كِتَابُ} مرفوع بالابتداء و {سَبَقَ} في موضع النعت له ولا يكون خبراً لأنه لا يجوز أن يُؤتَى بخبر لِمَا ارتَفَعَ بَعدَ لولا بالابتداء. هذا قول سيبويه والتقدير لولا كتاب من الله سبق تدارككم {لَمَسَّكُمْ} والأصل فيها فَعِلَ ثم أدغمت ويجوز الاظهار كما قال:
مَهْلاً أَعَاذِلَ قد جَرَّبتِ مِنْ خُلُقِي* أنّى أَجُودُ لأقوامٍ وإِن ضَنِنوا
{فِيمَآ أَخَذْتُمْ} أدغمت الذال في التاء لأن المهموس أخف ويجوز الإظهار هنا.

{ فَكُلُواْ مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلاَلاً طَيِّباً وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }
{فَكُلُواْ مِمَّا غَنِمْتُمْ..} [69]
في الفاء معنى الشرط والمجازاة، وقال سيبويه: فالكَلِمُ اسم وفعل وحرف، والتقدير في الآية قد أَحلَلْتُ لكم الفداء فكلوا مِمّا غنمتم، {حَلاَلاً طَيِّباً} منصوب على الحال.

{ يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ قُل لِّمَن فِيۤ أَيْدِيكُمْ مِّنَ ٱلأَسْرَىٰ إِن يَعْلَمِ ٱللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِّمَّآ أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }
{يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ قُل لِّمَن فِيۤ أَيْدِيكُمْ مِّنَ ٱلأَسْرَىٰ..} [70]
خاطب النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال {لِّمَن فِيۤ أَيْدِيكُمْ} فيه ثلاثة أجوبة: يكون المعنى يأيّها النبي قل لهم قولوا لمن في أيديكم من الأسرى، ويكون على أنّ المخاطبة له صلى الله عليه وسلم مخاطبة لأمته كما قال جل وعز {يا أيّها النبي إِذا طلّقتم النساء} ويكون على تحويل المخاطبة في {إِذا طلّقتم النساء}، فإما أَن يكون على التعظيم فبعيد. {إِن يَعْلَمِ ٱللَّهُ/ 87 ب/ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً} شرط وكُسِرَت الميم لالتقاء الساكنين والجواب {يُؤْتِكُمْ} فلذلك حذفت منه الياء.
اعراب آيات سورة ( الأنفال )
{ وَإِن يُرِيدُواْ خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُواْ ٱللَّهَ مِن قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }
{وَإِن يُرِيدُواْ خِيَانَتَكَ..} [71]
أي في نقض العهد لأنهم عاهدوه ألاّ يحاربوه صلى الله عليه وسلم أي إِن فعلوا هذا {فَقَدْ خَانُواْ ٱللَّهَ مِن قَبْلُ} أي خانوا أولياءه المؤمنين بَدِيئاً. وجمع خيانة خَيَائِنُ وكان يجب أن يقال: خَوائنُ لأنه من ذوات الواو إِلاّ أنهم فرقوا بَينَهُ وبَينَ جمع خائنة، ويقال: خائن وخُونٌ وخَوَنَةٌ وخَانَةٌ.

{ إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ ءَاوَواْ وَّنَصَرُوۤاْ أُوْلَـٰئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُمْ مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّىٰ يُهَاجِرُواْ وَإِنِ ٱسْتَنصَرُوكُمْ فِي ٱلدِّينِ فَعَلَيْكُمُ ٱلنَّصْرُ إِلاَّ عَلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِّيثَاقٌ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَٱلَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي ٱلأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ }
{إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ..} [72]
اسم إِنّ {وَٱلَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُوۤاْ} معطوف عليه {أُوْلَـٰئِكَ} رفع بالابتداء {بَعْضُهُمْ} ابتداء ثان {أَولَى بِبَعْضٍ} خبره والجميع خبر إنّ، {وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ} ابتداء، والخبر {مَا لَكُمْ مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ}، وقرأ يحيى بن وثاب والأعمش وحمزة {من وِلاَيَتِهِمْ}. يقال: وَلِيٌّ بيِّنُ الولايَةِ [ووالٍ بَيّنُ الولايَةِ]. قال أبو جعفر: والفَتح في هذا أبيَنُ وأَحسَنُ لأنه بمعنى النصر، وقال أبو اسحاق: ويجوز الكسر لأنه مُشتَمِلُ فصار كالصناعة وكالخياطة. قال: ويجوز {فَعَلَيكُمُ ٱلنّصر} بالنصب على الإغراء.
وقال الكسائي: يجوز النصب في قوله {.. تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي ٱلأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ} [73].

{ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَٰهَدُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ ءَاوَواْ وَّنَصَرُوۤاْ أُولَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُمْ مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ }
{.. حَقَّاً..} [74] مصدر.
اعراب آيات سورة ( الأنفال )
{ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِن بَعْدُ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ مَعَكُمْ فَأُوْلَـٰئِكَ مِنكُمْ وَأْوْلُواْ ٱلأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }
{.. وَأْوْلُواْ ٱلأَرْحَامِ..} [75]
ابتداء والواحد "ذو" والرحم مؤنثة {بَعْضُهُمْ} ابتداء {أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ} الخبر والجملة خبر الأول، وفي قوله {فِي كِتَابِ ٱللَّهِ} جل وعز. أقوال: منها أن هذه الآية تدلّ على أنه لا يُورَّثُ إِلاّ مَنْ كان له في كتاب الله ذِكرٌ إِلاّ أن يجمعَ المسلمون على شيء أو يَصح عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وقيل معنى {فِي كِتَابِ ٱللَّهِ} في اللوح المحفوظ، وقيل {فِي كِتَابِ ٱللَّهِ} في حكم الله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم "لأَقضِيَنَّ بَينَكُمَا بِكِتَابِ اللهِ" جل وعز فَقَضَى بالجلد وتغريب عامٍ والرجْمِ عليها إِذا كانت مُحَصّنَةً، وليس في القرآن الرجم فقيل: معنى "بكتاب الله" جل وعز بحكم الله، وقيل: لَمّا قال جل وعز {وما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وما نَهَاكُمْ عنه فانتَهُوا} كان القبول من النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب الله جل وعز {إِنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} اسم "إِنّ" وخبرها.

Tidak ada komentar:

Posting Komentar